شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 42)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 42)
- المحتوى
-
حت وعد بلفور: ازدواجية وانحياز
ومن انجازات هرتسلء بالاضافة الى تحديد الهدف والوسيلة؛ خلق الاطار التنظيمي والمالي
لبلوغ الهدف. ومع فشله في تحقيق التسلل التدريجي الى فلسطينء على الرغم من الجهود
المضنية من طريق المفاوضات الدبلوماسية, الا انه بحق, ارسى القاعدة التي توصل من أتى
بعده الى اكمال المسيرة وصو ألى الهدف. ولا غراية, اذاء في أن يكتب هرتسل في مذكراته, بعد
مؤتمر بازل: «لى اردت ان اختصر مؤتمر بازل في كلمة واحدة وهذا ما لن افعله صراحة لقلت:
في بازل اسست الدولة الصهيونية. ولى اعلنت ذلك اليوم» لقابلني العالم بالسخرية والتهكم, ولكن
بعد خمس سنوات على وجه الاحتمال» وبعد خمسين سنة على وجه التأكيد,ء سيرى هذه الدولة
جميع الناس»(*).
التحرك الصهيوني بعد هرتسل
لاقت الحركة الصهيونية: بعد موت هرتسلء تراجعاً نسبياء بسبب حدوث انقسام بين
اعضاء المؤتمر الصهيوني السابع (آب - أغسطس .)15١5 ويبدى ان سبب الانقسام كان حول
مشروع اوغنده الاستيطاني. وظهس, تبعا لذلك» تياران صهيونيان: السياسيون المؤيدون له,
والعمليون المعارضون له. فالعمليون اعتقدوا بأن الجهد الرئيس للحركة الصهيونية يجب ان
يتوجه الى الاستيطان والعمل الثقافي في فلسطين؛ اما السياسيون؛ فقد تمسكوا بخط هرتسل
الذي يقوم على التمسك بأن المنظمة يجب الا تبدأ النشاط العمني قبل الحصول على ضمانات
سياسية كاقيةء أي على «براءة». من حيث هي الترخيص لاستعمار فلسطين بمساعدة دول
عظمى(9.
وفي المؤتمر الصهيوني الثامنء دعا وايزمان الى توحيد جهوب السياسيين والعمليين؛ وقال: «ان
عملنا الدبلوماسي مهم؛ ولكنه يزداد اهمية بانجازاتنا الفعلية في فلسطين؛ فاذ| جمعنا بين المدربستين
(السياسية والعملية) امكننا ان نتجاوز نقطة الموت؛ ريما نحن لم نعمل شيئاً كثيراً حتى الآن» ولكن
اذا قلتم لي انه حال بيننا وبين قصدنا الصعويات المحلية, اى السلطات التركية» فسوف لن اقبل
سماع ذلك منكم. انها ليست غلطة الترك» أذ يمكن دائما عمل شيء(3©.
وانطلاقاً من هذا التوجه؛ باشرت الحركة الصهيونية مشروع الاستيلاء التدريجي على فقلسطين,
من طريق التسلل وفرض الامر الواقع. فاقيمت الاجهزة والتنظيمات الخاصة بالهجرة» ووضعت
ترتيبات الشؤون المالية؛ الا ان نسبة النجاحء قبل قيام انقلاب «تركيا الفتاة» على السلطان
عبد الحميدء بقيت محدودة!").
وتجدر الاشارة» هناء الى ان الوعى القلسطينى لحركات التسلل الصهيوني قد ظهر مبكراً. ووقف
الفلسطينيون, بقوة وعنادء يقاومون هذا التسلل بوسائل مختلفة, منها الصدامات الدموية مع
المستوطنين الجددء ومنها عرائض الاحتجاج التي ارسلت الى عاصمة السلطنة على الهجرة اليهودية,
ومنها توضيح المرامي الصهيونية للاتراك وللفلسطينيين في كتابات صحفية ظهرت في جريدة
«الاصمعي»» وفي كتابات كثيرة» منها ما ظهر ليوسف الخالديء والشيخ رشيد رضاء ونجيب عازوري»
وسواهم .
لقد دفع هذا الوعي الفلسطيني المبكرء والتحرك الذي رافقه, السلطان عبد الحميد الى الامتناع
عن قبول اغراءات هرتسل المالية وضغوطات الدول الاجنبية مقابل بيع فلسطين لليهود» على الرغم من
افلاس خزينته وحاجته الى المال(2).
العدد ١1 175 أيلول/تشرين الأول (سبتمير/ اكتوير) ١941 شْوُون فلسطزية 3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39299 (2 views)