شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 43)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 43)
المحتوى
يوسف حدّاد
الحرب العالية الاولى واللنافع اللزدوجة
ساءت العلاقات العربيةالتركية قبيل الحرب العالمية» بسبب سياسة التتريك» وفرض مركزية
النظام, وتملك اليهود الاراضيء ومحاباة السلطة لهم. واصبح الشعور العربي العام يتجه نحو الثورة
على الاتراك والتخلص من حكمهم.
وعندما دخلت تركيا الحرب الى جانب المانياء اتجهت بريطائيا الى استغلال الشعور العربى
المعادي للاتراك بغية التحالف مع العرب: وذتج عن ذلك ما عرف باتفاقية حسين ‏ مكماهون القاضية
بالتحالف العربي ‏ البريطاني ضد الاتراك؛ على ان ينال العرب استقلالهم لقاء ثورتهم على الاتراك.
ويتضح من اتفاقية حسين ‏ مكماهون «ان حدود دولة الاستقلال العربي التي طالب بها الشريف
حسين هي حدود برو وكول دمشق نفسهاء وان الانكليز التزموا بالاعتراف بها ولم يتحفظوا الا
بالنسبة الى المناطق الواقعة غرب دمشق وحلب وحمص وحماة: وذلك بسيب اطماع فرنسا في
لبنان»!*"). كذلك تحفظوا بشأن فلسطين: وان يكن الشريف حسين رفض هذ! التحفظ.
وسرعان ما بدأ الخداع البريطاني للعربء وذلك بعقد الاتفاقيات السرية مع حلفاء بريطانياء من
وراء ظهر حليفهم حسين بن عليء شريف مكة؛ فابرمت اتفاقية سايكس - بيكو التي قضت باقتسام
بلاد الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانياء وبأن تكون فلسطين تحت ادارة دولية. وهذه الاتفاقية
تتناقض مع اتفاقية حسين ‏ مكماهون.
وعلى الرغم من تسرب مضمون اتفاقية سايكس - بيكو الى العلن: بعد قيام الثورة البلشفية العام
‎١7‏ » ونشر تروتسكى لهذه الاتفاقية, فقد استمر شريف مكة الى جانب البريطانيين» ولم يغير موقفه.
وتشير بعض الوثائق الى علمه بها وسكوته عنها قبل ان ينشرها السوفيات7” ؟). ويمكن قبول مقولة مارك
سايكس التي ذهب فيها الى حد القول ان اتفاقية سايكس - بيكو كانت صهيونية المنشا(!*). فهي»
في الواقع؛ عزلت فلسطين عن محيطها الطبيعي» ليسهل على بريطانيا تهويدها. هذا الامر دفع الحركة
الوطنية الفلسطينية؛ باستمرارء الى رفض هذا العزل الذي يحققء في حال قيامه, تطلعات بريطانيا
واهداف الحركة الصهيونية.
لقد ادركت بريطانياء بحسها الاستعماريء ان هناك ثلاث قوى في المشرق العربي» هي الحركة
العربية والمطامع الفرنسية والحركة الصهيونية» وكان على بريطانيا ان تدخل في سلسلة اتفاقات: او
معاهدات: أو تعهدات: تضمن لها مصالحها في النهاية, ولا تتعارض احداها مع الاخرى. ومن هناء
كانت مراسلات حسين ‏ مكماهون ‎»)١1117-1١516(‏ واتفاقية سايكس - بيكى ‎)١1117(‏ وتصريح
بلفور (/149)15511).
لقد سارت حكومة صاحب الجلالة» خلال الحرب: بخطوات حثيثة لتحقيق مطامع امبريالية
قديمة. فمن اتفاقية حسين ‏ مكماهون. الى ركوب موجة الكره العربي لتركيا واستثمارهاء الى اتفاقية
سايكس - بيكو المناقضة للاتفاقية السابقة. الى وعد بلفور وهو الخدعة الثانية للعرب التي نتج عنها
تحقيق احلام بريطانيا القديمة؛ والتي تعود إلى ما قبل منتصف القرن الماضي.
وقبل الدخول في تفاصيل هذا الوعدء وتبيان بواعثه ونتائجه والتركيز على ازدواجيته, لا بد من
الاشارة الى الخدعة الثالثة وما تبعها من احداث بالغة الخطورة كانت محطات امبريالية اوصلت هذه
المنطقة من العالم الى الحالة النفسية التي لا تزال تعيشها حتى الآن.
ودف شين فلسطية العدد 114 ‎١70‏ أيتول/تشرين الأول (سبتمير/ اكتوير) /1941
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7381 (4 views)