شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 46)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 46)
المحتوى
وعد بلفور: ازدواجية وانحياز
للمقاصد العمومية».
وفي المادة السابعة: «تتولى أدارة فلسطين مسؤولية سن قأنون الجنسية: ويجب أن يشتمل ذلك
القانون على نصوص تسهل اكتساب الجنسية الفلسطينية لليهود الذين يتخذون ذا طين مقاماً دائماً
لهم».
وجاء في المادة الثانية والعشرين من الصك: «تكون الانكليزية والعربية والعبرية اللغات الرسمية
لفلسطين ...0502
وف ضوء هذه المواد وسواهاء نرى جملة من المغالطات والتناقضات. ففي مقدمة الصك اشارة
الى ان دول الحلفاء قد وافقت على ان تعهد الى بريطانيا أمر تحقيق وعد بلفور, وقد اختارتها دولة
منتدبة على فلسطين. «غالمادة ؟١؟‏ من ميثاق عصبة الامم قد جعلت لرغبة السكان الاصليين المقام
الاول في اختيار الدولة المنتدبة, والعرب الذين هم اصحاب البلاد لم يختاروا بريطانيا منتدية عليهم؛
فاختيار بريطانيا بالذات انما هووليد رغبة الجمعية الصهيونية, تلك الرغبة التي اصرت عليها بريطانيا
بحافز من مطامعها الاستعمارية» وحققها الحلفاءء ووافقت عليها العصبة»(5").
ومن المغالطات التي حوتها ديباجة الصكء ما جاء حول «الصلة التاريخية» التي تربط اليهود
بفلسطين. تلك الصلة التي تبعث على اعادة انشاء وطنهم القومي فيها. وهذ! الزعم اسطورة لا تستتد
الى الحقائق التاريخية. فالوجود الكنعاني الدائمء والحضاريء سابق للغزى اليهودي قصير الاجل.
وصلة اليهوبء كشعبء بفلسطين قد انقطعت, كلياً. منذ العام ‎١‏ م. وهرتسل نفسه لم يشر الى هذه
الصلة في كتابه «الدولة اليهودية». وفوق ذلكء نجد ان اليهود عندما فكروا في ايجاد وطن قوميء لم
يصروا أول الأمر على فلسطين. فلقد بحثوا في ايجاد هذا الوطن في اقطار عدة؛ منها الارجنتين وأوغنده
وليبيا. غير ان بريطانياء ازاء مصالحها في اقامة هذا الكيان, كانت الدافع القوي في تخصيص فلسطين
كوطن قومي يهوديء لتتعهده وتحوله الى دولة اسرائيل.
وفي الصكء ايضاًء نجد تجاهلاً للحقوق السياسية لسكان فلسطين غير اليهودبء الذين كانوا
يشكلون ثلاثة وتسعين بالمئة: والاشارة اليهم بالطوائف غير اليهودية: تماماً كما في وعد بلفور. كما
نجد تناقضاً فاضماً بين المادة الاولى التي تجعل من بريطاتيا السلطة الاشتراعية والادارية
والقضائية, مع ان الفقرة الرابعة من المادة الثانية والعشرين من ميثاق العصبة اعتبرت البلاد
مستقلة؛ وحصت مهمة الدولة المنتدبة في اسداء النصح.
وتظهر المادة الثانية: بوضوح, ان الانتداب وسيلة لتهويد فلسطين. اما المادة الرابعة» فقد
سئغت انشاء وكالة يهودية, هي د يمثابة دولة ضمن دولة. وتهدف المادة السادسة الى تسهيل الهجرة
اليهودية الى فلسطين. كما تُحنّم المادة السابعة تسهيل حصول المهاجرين اليهود على الجنسية؛
وتجعل المادة الثانية والعشرون العبرية لغة رسمية.
كل ذلك يوصلنا الى حقيقة ان الغرب» وعلى رأسه بريطانياء كان اسبق في التصهين الديني
والسياسي: من التصهين اليهودي؛ وان ن التفكير بخلق هذا الكيان بدأ اوروبياً لا يهودياًء وان التلاقي
بين النزعتين الامبرياليتين تم لاحقاً بعد تطور الرأسمالية في الغربء عقب الثورة الصناعية؛ فكان
الزواج الكاثوليكي بين هاتين النزعتين ولا يزال» وكانت الراية فيه لبريطانياء ثم انتقلت, بعد الحرب
العالمية الثانية, الى الولايات المتحدة الاميركية.
بعد هذا العرض للمقدمات والنتائج الخطيرة؛ نتطرق الى الوعد بذاته؛ الذي شكل الاساس
العدد ‎,١70 - ١1/4‏ آيلول/تشرين الأول (سبتمبر/ اكتوير) 14417 لؤون فلسطزية نت
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39480 (2 views)