شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 48)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 48)
- المحتوى
-
عست وعد بلفور: ازدواجية وائحياز
ويتفق مؤرخ مع هذه الحيثيات في التخوف من لعب المانيا الدور قبل بريطانياء وتفكير القيادة
البريطانية بامكان قيام يهود روسيا بدور رئيس في التأثير في تطوير الاحداث الد اخلية في روسياء ناهيك
عن تخوف بريطانيا من تهديد المانيا لمصالح بريطانيا في قناة السويس ومصر. «لذا كان لابد من هدم
الجسور نهائياً. بين الحركة الصهيونية والحكومة الالمانية». وفوق ذلكء فان «الساسة البريطانيين
ايضاًء كانوا يرون في انشاء كيان يهودي سياسي في فلسطين توطيد أ لمصالحهم في الشرق العربي»
من خلال استخدام هذا الكيان لمواجهة حركة التحرر القومي العربي التي اخذت تنمو في هذه الفترة,
نمواً كبيراً. وتتحول» شيئاً فشيئاً. الى حركة شعبية جماهيرية. خاصة في سوريا والعراق»(57)
ويرى مؤرخ آخر السبب في حراجة موقف الحلفاء الحربي الذي عبر عنه لويد جورج والحاجة
الى معاضدة اليهود في اقحام اميركا في الحرب الى جانب الحلفاء. ويذهب البعض الى ان الوعد كان
من اسبابه مكاقأة وايزمان على اكتشافه الاستيون, وهناك نظرية سندات قروض الحرب التى
اصدرتها بريطانيا(*).
في ضوء هذه الآراء؛ يمكن تبني بعضها المتعلق بحراجة الوضع العسكري للحلقاء عام اصدار
الوعدء ورغبة بريطانيا في مساندة اليهود للحلفاء من خلال نقوذهم المالي؛ والاعلاميء في بلدان اورويا
واميركاء والتخوف من استباق المانيا لبريطانيا باعطاء وعد. اما الزعم بأن بريطانيا رمت» من خلال
الوعدء الى جر الولايات المتحدة الى الحرب بواسطة النفوذ اليهودي في اميركاء فأمر مبالغ بهء لانه لم
يكن لليهود» آنذاك» نفوذ يذكر. وقد دلت الاحداث أن حرب الغواصات الذي استعملتها المانيا كان
السيب وليس نفوذ اليهود . ويشأن اكتشاف وايزمان لمادة الاستيون الحربية: فان هذه خرافة انكرها
وايزمان نفسه لاحقاً(ة0) . كذلك ان مسألة السندات التي أصدرتها بريطانيا لم تكن عاملاً حقيقياً.
لأن متمولي اليهود كانوا ضد انشاء الوطن القومي اليهودي("7
ومن العوامل المعقولة التى كانت وراء أصدار الوعد ان ذلك «سيحمل يهود روسيا الذين اتخرط
اكثرهم في الحركة اليسارية الداعية الى اخراج روسيا من الحرب على تغيير موقفهم والدعوة الى ابقاء
بلادهم في القتال الى جانب انكلترا»(7").
يضاف الى ذلك رغبة بريطانيا في التخلص من عدد من المهاجرين اليهود اليها من اورويا الشرقية,
وتعاطف بلفور مع الحركة الصهيونية كونه «اسكتلندياً مثقفاً ومولهاً بالكتاب المقدس» من ناحية؛ ومن
ناحية اخرى سياسياً محافظاً متشبثاً بالامبراطورية الى الحد الذي اكسبه لقب يلفور الدامي: عندما
كان حاكماً لايرلند 0”(1,
ولعل من العوامل المقبولة» ايضاًء رغبة بريطانيا في اقصاء فرنسا عن منطقة قريبة من قناة
السويسء ومن ناحية أخرىء تصورها امكان ضرب الثورة البلشفية من الداخلء باستمالة يهود
روسيا الى الصهيونية بدلا من البلشفية: ودفعهم الى مساندة الثورة الرويسية البيضاء المضادة للثورة
البلشفية057).
يبقى السبب الرئيس الحاسم والاهمء وهو مصلحة بريطانيا الامبريالية وحلمها القديم الذي كان
ينتظر الوقت المناسب لتنفيذه. وهذا اكدَّه بلفور نفسه. بقوله: «في فلسطين لم نقصد أيداً ان نستانس
برغبات السكان وامانيهم. ان الصهيونيةء بالنسبة اليناء اهم بكثير من الرغبات والافكار المسبقة
لسبعمائة الف عربي يقطنون تلك الاراضي القديمة»(؟").
اما هربرت صموئيلء عضى وزارة الحرب البريطانية واول مندوب سام بريطاني على فلسطين,
العدد ١9/4 1706, أيلول/تشرين الأول (سبتمبس/ اكتوير) /1941 يون فلسطزية لع - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)