شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 49)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 49)
المحتوى
يوسف حدّاد
وهو يهودي صهيونيء فيرى أن وعد بلقور تبرره الضرورة الاستراتيجية. وقد جاء في مذكراته:« في
اللحظة التي دخلت فيها تركيا الحرب تغير الوضع تماماً. فان قدّر لفلسطين ان تحظى بمصير جديد»
فان بريطانيا العظمى هي صاحبة الشأن الاول في ذلك المصير, بما لها من مصالح استراتيجية في
الشرق الاوسط.
«وان على حكومتنا ان تولي عنايتها الجدية موضوع من سيخلف الاتراك في السيطرة على
فلسطينء ذلك البلد الذي يتاخم قناة السويس... وقد تجلت اهمية موضوع مصالح بريطانيا العظمى
الاستراتيجية بوضوح.: لان فلسطين لو فصلت عن تركياء كما هى المحتمل: ووقعت تحت حكم اي من
الدول الكبرى في القارة فسيكون ذلك خطراً عليها... واعتقدت بأن النقوذ الانكليزي يجب ان يقوم
بدور هام في تأسيس مثل هذه الدولة لأن وضع فلسطين الجغرافي وقريها من مصر يجعل صد اقتها
لانكلترا امراً له اهميته... وقد سنحت لي فرصة:. اليوم» جرى فيها حديث موجز مع لويد جورج في
الموضوع نفسه. لقد اشار في مجلس الوزراء الى مصير فلسطين النهائيء وقال لي انه مشتاق جداً لان
يرى دولة يهودية قد انشئت هناك0"(2).
وقد شددت الصحف البريطانية؛ قبل صدور الوعد؛ ويعدهء على الاهمية الاستراتيجية لفلسطين
بالنسبة الى بريطانياء ومصالحهاء وذهيت الى ان هذه الاستراتيجية لا يحققهاء على المدى البعيد؛ الا
قيام دولة يهودية في فلسطين على جانب قناة السويس[0).
ويعترف المفكر الصهيوني احاد هعام بحقيقة ان «الوزارة البريطانية صاغت وعدهاء في نهاية
المطافء بدون اهتمام بمقترحات الصهيونيين او معارضي الصهيونية»(؟"). وهذا ما أكده تشارلز
وبستر: «... نحن نسيطر على مصرء وان قاعدة بريطانية في فلسطين: على الجانب الآخر من قناة
السويسء, ستكون ذات فائّدة كبيرة لنا في المستقبل»(4'). والقاعدة التى يقصدها هى كيان اغتصاب
يهودي في فلسطينء تؤسسه وتدعمه بريطانيا. والادلة من اعترافات القادة البريطانيين آنذاكء التى
تؤكد ان مصلحة بريطانيا هي الاساس في اعطاء وعد بلفور, كما وردت في مذكراتهم, وفي الوثائق
الرسمية؛ اكثر من ان تحصى.
هذا من الجانب البريطاني. اما من الجانب الصهيوني» فقد لعب حاييم وايزمان دوراً نشطأ في
الوصول الى اصد ار «البراءة» التي طالما سعى اليها من قبله هرتسل. ولكن هذا النشاطما كان ليجدي
نفعاً لولم تكن لبريطانيا مصلحة أساسية في ذلك. لقد جاء في مذكرة من مذكرات امري؛ وهو من كبار
موظفي الحربية البريطانية: «ان اقامة دولة يهودية حاجزة في فلسطينء على الرغم من انها ستكون
دولة ضعيفة بذاتهاء هوء من الناحية الاستراتيجية» شيء مرغوب فيهء بالنسبة الى بريطانيا
العظمى»(03),
نخلص الى القول ان مصلحة بريطانيا في اعطاء الوعد كانت هي الحافز الحاسم. وقد التقت هذه
المصلحة بتطلعات الحركة الصهيونية التي تعهدت, قبل الوعدء ان تكون اداة للامبريالية الغربية
مقابل دعم الغرب لها. وهذا ما تحقق» ويتحقق؛ بالفعل.
وهكذا اعطت بريطانياء التي ليست لها ملكية فلسطين؛ وعداً لمن لا يستحق. وقد اصدر الوعد في
اليوم الذي بدا فيه الجنرال اللنبي «هجومه لاحتلال فلسطينء ووافق عليه الرئيس ولسون الاميركي
قبل نشره. وهناء قام برانديس بالدور الذي قام به وايزمان في بريطانياء وبالصفة ذاتهاء كرئيس اللجنة
التنفيذية للشؤون الصهيونية العامة» المنوط بها تعزيز الاهداف الصهيونية طوال فترة الحرب.
4 لثؤون فلسطزية العدد ‎,١70 ١74‏ أيلول /تشرين الأول (سبتمبر/ اكتوير) ‎١5417‏
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36172 (2 views)