شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 54)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 54)
- المحتوى
-
وعد بلفور: ازدواجية وانحيان
وفي الاشارة الى عدم الاضرار بالحقوق المدنية والدينية نجد تجاهلاٌ تاماً للحقوق السياسية
بالنسبة الى الفلسطينيين بينما اشترط الوعد ال يودي انشاء الوطن القومي الى الاضرار بالحقوق
السياسية التي لليهود في البلدان الاخرى؛ وفي ذلك خطورة يالغة» فالاضرار بالحقوق السياسية لليهود
غير جائز داخل فلسطين وخارجهاء والتجاهل للحقوق السياسية الفلسطينيين» اصحاب الارض
الشرعيين: لا ذكر له(27),
ومن الملاحظء ايضاًء ان النص خلا من الاشارة الى حدود فلسطين. ومن المعلوم ان فلسطين لم
تكن عبر التاريخ الا جزءاً لا يتجزا من سوريا؛ ان لم يكن هناكء في اية مرحلة تاريخية» كيان جغرافي
سياس اسمه فلسطين. وفي النص كلمة «وطن»؛ ولا ذكر لكلمة «دولة»؛ وربما كان الغموض المتعمد
منعاً للاثارة(!*). هذا من جهة؛ ومن جهة اخرىء فالوعد غير شرعي لاعتبارات كثيرة, منها أن بريطانيا
كانت مرتبطة مع الشريف حسين باتفاقية تضمن الاستقلال لبلدان الهلال الخصيب.
كما ان الوعد جاء مناقضاً لرغبة السكان بنتيجة استفتاء لجنة كنغ كرينء الذي اكد الرفض
القاطع للوعد؛ كما انه مناقض للتصريح البريطاني الموجه الى السبعة السوريين في القاهرة, ومخالف
للمادة الثانية والعشرين من ميثاق عصبة الامم: ومخالف لمبادىء الرئيس ولسون الاميركي التي نادت
بحق تقرير المصير, ومخالف للضمانات التي اعطاها هوغارت لحسين.
ومن هذه الادلةء يتضح بطلان الوعد قانونياً وعدم شرعيته. لكن بريطانيا هجدت ان مصلحتها
تقتضي الانحياز الى الصهيونية التي تجد فيها حليفاً د ائماً وابدياً لا غنى له عنهاء وانه سيقوم بخدمة
مصالحها نيابة عنهاء وهى اجدى لها من التحالف مع العرب.
اما التفسيرات البريطانية اللاحقة للوعدء من حيث مراعاة' انشاء الوطن القومي اليهودي وعدم
الخرر بالمصالح الدينية والمدنية؛ فقد كانت اكذوية كبرى فضحها الانحياز الكلي للحركة الصصهيونية
ابان انتدابهاء والذي تمخض عنه؛ برعايتها وتطبيقها للوعد بالمفهوم البريطاني» قيام اسرائيل وتهجير
الفلسطينيين.
ان الاتدواجية التى تضمنها الوعدء انما كانت لعبة بريطانية. فقد عملت بريطانياء بمهارة, لخلق
اسرائيل لذلك رأينا انهاء في مؤتمر سان ريمى. فرضت انتدابها على فلسطينء مقصية فرنسا الطامعة
بسوريا الطبيعية» وضمَّنت قرارات هذا المؤتمر التعهد المجدد لتنقيذ وعد بلفور واعطائه صيغة دولية,
«ثم انتزعت تفويضاً من عصبة الامم بشرعية انتدابها على فلسطين. وفي الوقت الذي اصدر فيه الوعد
كان اللنبي؛ القائد البريطاني» دخل فلسطين واعلن الاحكام العسكرية فيها. «اما سوريا الداخلية,
من العقبة الى حلبء فجعلت ادارتها عريية» وعلى رأسها فيصلء باسم الادارة الشرقية لبلاد العدى
المحتلةء مع بقائها تابعة للقيادة العامة. واما لبنان وسواحل سورياء فجلعت ادارتها بيد فرنسا باسم
الادارة الغريية لبلاد العدى المحتلة»(**). وواضح من هذه الاجراءات انها تنفيذ لاتفاقية سايكس -
بيكو المعدلة بقرارات سان ريمى. وما التصريح الفرنسي . البريطاني الذي اصدر اثر الاحتجاجات على
هذه الاجراءاتء التي زعم انها مؤقتة؛ الا من باب التعمية لانجاز مخطط التأمر الامبريالي دون اثارة
السكان.
على ان بداية عملية تهويد فلسطين اتضحت معلمها في تموز ( يوليى ) العام 214١ بتحويل
الادارة العسكرية الى مدنية» وتعيين هربرت صموئيل, الصهيوني البريطانيء مندوياً سامياً على
فلسطين. وقد جاء في مذكراته: «عينتني حكومة صاحب الجلالة وفى على بينة تامة بميولي
العدد ١70 - ١76 أيلول/تشرين الأول (سبتمير/ اكتوير ) 15417 لَتُوُون فلسطؤية اركن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)