شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 60)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 60)
- المحتوى
-
حب الرأي العام الاميركي وقضية فلسطين
قضية فلسطين وما يسمى صراع الشرق الاووسط الذي ترتبطيه منذ تقسيم فلسطين في العام /155.
ويتضح من مفهوم قضية فلسطين المذكور اعلاه انه يتطبق على استعمال هذه العبارة استعمالٌ
أدق بكثير, يختلف , اختلافاً ملحوظاً. عن استعمالها حين اهتمت الامم المتحدة بهذه القضية في العام
7 : حيث كانت تنطبق على الصراع بين العرب الفلسطينيين وأليهود الفلسطينين الصهيونيين على
المصير السياسي لفلسطين الانتداب ككل. ولذلك: يجب تثبيت اي بحث في «الرأي العام» وقضية
فلسطين في تحديد متقق عليه لمعنى ما ينطوي عليه «الرأي العام».
اما المسألة النظرية الثالثة التي يجب ان يهتم بها بحثنا في الموضوعء فهي تقويم «الرأي العام»»
أوء بعبارة أخرىء كيف ذعرف ما هو رأي الجمهور ؟ وما هي السياسة المفضلة لدى الجمهور في ما
يتعلق بقضية فلسطين: اذا كانت هناك سياسة مفضلة ؟ واعتي رمن المناسب الاشارة الى ان الجمهور
كان يشجعء اويؤيد, اية سياسة كانت الولايات المتحدة تتبعها في أي وقت معين. ونظراً لعدم خضوع
السياسة الاميركية تجاه قضية فلسطين الا لتغييرات ضئيلة منذ العام 1157: حيث عارضت الحق
الفلسطيني في تقرير المصير معارضة ثابتة, وبالتالي ايدت اسرائيل في اتباعها سياسات تعرقل تحقيق
هذا الحق» فيفترض ان هذه السياسة ترتكزء بثبات» على اجماع عام يعي الابعاد المختلفة لقضية
فلسطين, اما يكاملها واما ضمناً. فلى تعرضت السياسة الاميركية لمعارضة داخلية جدية: لكان من
المناسب القول ان ذلك سوف يكون يمثاية قيد على الحكومة:؛ او ريما انه يكون قد ساهم في مناقشة
مثيرة لجدل اكثر ضمن التظام السياسي الاميركي. الا ان الادلة قاطعة الى درجة تكفي للاشارة الى
ان سياسة الحكومة الثابتة تجاه قضية فلسطين بغض النظر عن تحديد معناها تتمتع اما بالتأييد
العام, واما بالموافقة العامة على الاقل. ويما ان فلسطين لم تكن مسألة «قابلة للنقاش» في النظام
السياسي الاميركي بوجه عام على الرغم من بعض ال محاولات المتفاوتة لاثارتها ك «مسألة»؛ فان ذلك
يشير الى وجود اجماع عام يمكن التأكد منه بواسطة التجربة؛ اى الى عدم اكتراث الجمهور لهذه
المسألة بصورة عامة؛ الى درجة تجعل وجهة نظرء يتمسك بها قطاع ا وقطاعات استراتيجية معينة من
الجمهوير, تمسكاً شديداً. تشكل مرتكزاً لسياسة الحكومة. ان التعاون بين الحكومة والقطاعات
الاستراتيجية المعينة لا يضمن تبات السياسة العامة التي تتبعها الحكومة فحسبء بل موافقة
الجمهور العامة ايضاً.
غير انه يبقى سؤالء وهو: ما هي الادلة التي تؤيد الرأي القائل ان السياسة الاميركية تجاه
قضية فلسطين ترتكز على اجماع وطني ؟ وما هي الادلة التي تبرهن, بشكل قاطعء على ان الرأي العام
في قضية فلسطين يؤيد حلا معيناً للمسألة ؟!'). وفيما تتوفر الافكار والانطباعات والعبارات العامة»
الا انه يصعب الحصول على ادلة قابلة للاثبات تدعم هذه الافكار. وقد يزعم انه يمكن استخدام
تصريحات الكونغرس او قراراته الكثيرة كبديل من الرأي العام لأن ممثلي الكونفرس يعكسون آراء
ناخبيهم ومواقفهم ومعتقداتهم؛ او يعتبرون مسؤولين تجاههم؛ بشكل أو بآخر. ومع وجود ادلة وافرة
تشير الى ان الكونغرس كانء ولا يزال» يتحمس كثيراً لدعم اسرائيل في قضية فلسطين, الا انه يكاد لا
يوجد اي دليل يشير الى ان ممثلي الكونفرسء بالاجمال, عملوا بالنيابة عن ناخبيهم في هذه المسألة,
حيث أثرت اعتبارات اخرى في سلوكهم في الكونغرسء لا داعي للوقوف عندها هنا. ولا يفترض احدء
افتراضاً جدياً. أن وسائل الاعلام, سواء أمطبوعة كانت ام الكترونية؛ تعكس آراء الجمهورء بل تعتبر
الادلة قاطعة على الدور الحاسم الذي تلعيه وسائل الاعلام في تكوين الرأي «العام» اى التأثير فيه,
تأثيراً جازماً. اما تظاهرات الاهتمام العام الاخرىء كالندوات الدراسية» والمواكب الاستعراضية,
العدد ١/4 175: أيلول/تشرين الأول (سبتمبر/ اكتوير) 15417 لون فلسطيزية 9ه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)