شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 61)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 61)
- المحتوى
-
د. ابراهيم أبو لغد سسب
وتجمعات السهر, والتظاهرات» وارسال الرسائل الى المؤبسسات العامة, وما الى ذلك: فمن الواضح انها
هامشية بالنسبة الى قضية فلسطين. ولذلك: يعتمد اي نقاش حول الرأي العام وقضية فلسطين على
نوعين من الظواهر: من جهة» توجد سياسة ثابتة تجاه المسألة تعود الى العام :١15147 ان لم يكن قبل
ذلك؛ ومن جهة اخرىء ثمة نتائج دورية لاستطلاعات وتحليلات للرأي العام تجريها اطراف وفثات
مختلفة وغير محايدة» اى تجرى لصالحها او بالنيابة عنهاء وتستند اليهاء كمصادرء الدزاسات كافة
عن الرأي العام المتعلق بقضية فلسطين من اجل اثبات صحة آرائها.
ان ندرة الدراسات الجدية عن الرأي العام وقضية فلسطين في الولايات المتحدة تشكلء بالفعل:
مسألة ذات دلالة هامة. ويكفي؛ كأسبابء ان تكون القضية قد شغلت اهتمام حكومة الولايات المتحدة
طوال خمسة عقود من الزمن على الاقلء وان القضية تشكل مسألة سياسية هامة لفترات متكررة
بالنسية الى قطاعات معينة من الجمهورء وان تكون في محور تفاعلات السياسة الاميركية العريية,
للاعتقاد بأن دراسة عن الدور الذي لعبه الرأي العام في تكوين السياسة الاميركية سوف تلفت انتباه
الباحثين الجادين. وربما يعكس اهمال الباحثين لهذا الموضوع الاهمال الاشمل الذي هو نصيب
الدراسات عن فلسطين؛ والفلسطينيين» حتى من قبل اولئك الذين يتظاهرون بالتزام جدي بدراسة
الثقافة والمجتمع العربيينء اللذين تشكل الثقافة والمجتمع الفلسطينيين عنصرين هامين فيهما. وقد
تكون هناك تفسيرات اخرى لهذا التقصير, مترسخة في السياسة اكثر مما اخذت في الحسبان: ولكن:
بغض النظر عن التفسيرات؛ تبقى حقيقة, وهي انه يمكن احصاء الدراسات والتحليلات المتعمقة عن
المسائل المتعلقة بالرأي العام في الولايات المتحدة وقضية فلسطينء وانه يصعبء بناء على مثل هذه
الدراسات؛ التوصل الى استنتاجات ذات معنى حول دور الرأي العام في تكوين السياسة الاميركية
تجاه قضية فلسطين في اية مرحلة معينة من التاريخ المعاصر.
آليات ثلاث لتكوين الوعي
اصبحت قضية فلسطين موضع نقاش في النظام السياسي الاميركي خلال الاربعينات. فمع
وجودها الهامشي والضيق الى حد ما قبل ذلك, الا أنها اصبحت ذأت اهمية عامة متوسطة؛ ريما عندما
دعا الرئيس هاري ترومان بريطاتياء في العام 1555, الى تسهيل دخول مئة الف يهودي أوروبي »
فوراًء الى فلسطين. اما المناقشة اللاحقة عن قضية فلسطين؛ التي اجريت في العام 517 13: في الجمعية
العامة للامم المتحدة؛ فرافقها تعبير «شعبي» متعصب وصاخب عن التأييد للقضية اليهودية؛ كان
يبدو وكأنه يبرر استخدام الحكومة الامبركية قوتها المهيمنة ونفوذها في نظام الامم المتحدة للحصول
على اغلبية الثلثين اللازمة لتبني قرار التقسيم. وما كادت تمضي خمس عشرة دقيقة على الاعلان عن
دولة أسرائيل حتى اعترف الرئيس ترومانء كأمر واقعي» بحكومة اسرائيل المؤقتة؛ التي كانت في حالة
مع الفلسطينيين في ذلك الحين» ومع بعض الدول المجاورة؛ فيما بعد. ١
لقد درس المؤرخون سياسات الرئيس ترومان. ويبدى انه يوجد اتفاق في الرأي على ان الرئيس
ترومان كان يتبع سياسات تؤيد قيام اسرائيل؛ الى درجة كبيرةء نتيجة لضغوط محددة مارسها انصار
الحركة الصهيونية اليهوب بالدرجة الاولى» ولكن ليس لوحدهم. وتوجد بطبيعة الحال» أدلة كثيرة تشير
الى ان الرئيس ترومان تلقى نصائح مناقضة:. ولا سيما من دبلوماسيين اميركيين في الشرق الاوسط
ومن فئات ذات اهتمام اكبر بمصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة, الا انه
لم يصغ الى تلك النصائح.
31 اشؤُون قلسطزية العدد ١74 - 2075 أيلول /تشرين الأول (سبتمير/ اكتوير) ١541/ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)