شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 62)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 62)
- المحتوى
-
سل الرأي العام الاميركي وقضية فلسطين
ويستنتج من سياسة الرئيس ترومان ان قضية فلسطين كانت, ولا تزال» من حيث جوهرهاء
مسألة سياسة خارجية تدور حول مصير بلد اجنبي وشعوب اجنبية؛ غير انها اكتسبت اهمية محلية
ملحوظة على صعيد العملية السياسية الاميركية. اما تكاليف السياسة المتبعة» فيمكن ان تكون
خارجية وهي في الوقت عينه د اخلية ايضاًء وبالتالي دخلت قضية فلسطين في نسيج العملية السياسية
الاميركية بطرق ليس لها اي مثيل في اية مسألة اخرى في السياسة الخارجية.
توجد الادلة على اهمية قضية فلسطين بالنسبة الى قطاعات معينة من الجمهور في ذلك الحين في
استطلاعات الرأي العام» التي تشير جميعهاء بوضوح تام الى قلة المعلومات المتوفرة عن هذه القضية
لاغلبية الشعب الاميركي؛ ولم يكن لدى الاغلبية أي رأي في الحل المناسب للصراع بين العرب
الفاسطينييا واليهوب الفلسطينيين. بيد ان الاقلية الصغيرة التي عبرت عن رأي ثابت كانت تميل الى
بيد المطالب اليهودية في فلسطين, وكانت اكثرية هؤلاء المؤيدين المطلعين من اليهود. ولكن مثل هذه
اللشيجة لم تمنع مؤيدي اسرائيلء سواء أكانوا من مسؤولي الحكومة ام لا؛ من ادعاء تأييد «الرأي
العام» للمطالب اليهودية في ذلك الزمن. ومن المهمء ايضاًء الملاحظة ان ما وجد من تعبير علني عن
تأييد للمطالب اليهودية كان ينظر الى مثل هذا التأييد» اما من حيث معارضته لجماعة غير متميزة من
العرب» واما كمعارضة لسياسة بريطاتيا وربما كان ذلك أهم وكأن الصراع كان يدور بين الطموح
اليهودي لاقامة دولة وبين سياسة بريطانيا المعادية.
يتضح نجاح الصهيونية واسرائيل فيما بعد - في تصوير الصراع على انه صراع بين اسرائيل
والعرب» وذلك في نوع الاسئلة التي كانت تطرحها الاستطلاعات؛ فلم يشر حتى استطلاع واحد للرأي
العام الى الفلسطينيين, من العام 1944 تقريباً حتى اواسط السيعينات. اما الاسئلة التي طرحت»
فأشارت الى التعاطف الاميركي, اما مع اسرئيل او اليهوبء واما مع العرب او «الامم العربية». وحين
كانت الاستطلاعات أدق في تحديد العربء كانت تشير: في معظم الآحيان, ولاسيما خلال الخمسينات
والستينات, الى مصرء واحياناً الى سوريا. الا ان بعض آثار قضية فلسطين بقي حياً بعد الانكار
المتعمد. اضافة الى الانكار غير الم 7 قيقة الشعب الفلسطينىء فظل في مسألتين كانتا تثاران
بين الفينة والفينة في استطلاعات الرأي العام: احداهما مسألة 2 القدس؛ فيما اشارت المسألة
الاخرى الى مشكلة «اللاجئين». ويهمنا ان نلاحظء مع وجود درجة اعلى من التعاطف والتأييد
لاسرائيل في الخمسينات والستينات مما كانت توجد «للعرب», ان ذلك لم يكن ينطبق على مصير القدس
بالذات. اذ يتبين بوضوحء من خلال التمعن في نتائج استطلاعات الرأي العام خلال الفترة عينهاء
ان الجمهور كان يؤيد «التدويل»؛ وأزداد هذا الوضوح., الى حد كبيره يعد قيام أسرائيل بضم القدس
في اعقاب حرب حزيران ( يونيى) 15717. اما بالنسبة الى مشكلة اللاجئين» فكان الجمهور, أى ذلك
الجزء من الجمهور الذي عبر عن رأيء يعتقد بأن اسرائيل تتحمل مسؤولية في «حل» تلك المشكلةء
حتى اذا كان الجمهور يقضل «بقاء اللاجئين حيث يوجدون».
كان غياب فلسطين والفلسطينيين شبه الكامل عن استطلاعات الرأي العام في الخمسينات
والستينات يعكس غيابهم السياسي في موضعهم الاصلي. ومن الواضحء ان اتسجام سياسات
حكومتي الولايات المتحدة وأسرائيل» اللتان اعتيرتا صراع الشرق الاويسط صراعاً بين اسرائيل والدول
العربية» مع عدم قيام القلسطينيين» لمجموعة من الاسباب المعقدة» بنشاط سياسي في المنطقة, وكذلك
مع تولي مصر عبد الناصر دوراً متفوقاً في سياسة المنطقة؛ كان يومىء الى الجمهور, وبالتالي الى
مستطلعى آرائهء بالمسائل التى تعتبر «ذات اهمية». وعندما كانت فلسطينء اى الفلسطينيون,
العدد 17/4 170, أيلول /تشرين الأول (سبتمبر/ اكتوير) 15417 اوون فلسطفية 31 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)