شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 63)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 63)
- المحتوى
-
د. ابراهيم أبوتلقد مح
احياء في وعي المستطلعين اى الجمهورء كان يحتمل ان يتطابق ذلكء ايضاء مع مفهوم الحكومة
وسياساتها. وليس من قبيل الصدقة ان الجمهور ظل يعي مسألتي «اللاجئين» والقدسء ويتفق مع
الموقف الذي كانت حكومة الولايات المتحدة تتمسك يه رسمياً.
وريما تقفيد الاشارة الى ان تراج جع اهمية فلسطين والفلسطينيين عن وعي الجمهور الاميركي,
والحكومة؛ كان يعكس على نحو مشابه؛ تراجعهم عن وعي الامم المتحدة بحد ذاتها. فمن الحقائق
المعروفة جيداً انه تم حذف قضية فلسطين من جدول اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في العام
57 ,» وحلت محلها مشكلة «اللاجئين» التي كانت تناقش في سياق محادثات المفوض العام لوكالة
الامم المتحدة لغوث اللاجئين.
حدث التغير في الوعي الى الممسألة الفلسطينية في الولايات المتحدة؛ الى حد كبيه في أواخر
الستينات والسبعينات, فاتخذت فلسطين والفلسطينيون طابعاً هاماً: الى حد ماء كمسائل في أواخر
السبعينات, ولا يزال الوضع هكذا في الوقت الراهن. وتفسر عوامل عديدة تغير مفاهيم الجمهور
والمستطلعين والحكومة ايضاًء اولها فوز اسرائيل في حرب حزيران ن ( يونيى) 1177 الذي أسفر عن
الاحتلال العسكري للضفة الغربية وغزة وقيام اسرائيل يضم القدس من جانب واحد. فكانت
سياسات الاحتلال العسكري في «الضم البطيء»؛ والتهجير, والاعتقال, ومصادرة الاراضيء وغيرها
من الاجراءات القاسية؛ تساعد على اندلاع المقاومة القلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية,
التي كانت: حتى العام 15717» تعتيرء الى حد كبير, تابعة لحكومات وسياسات عريية. ويالتالي ساهمت
المقاومة الاجمالية» التي يخوضها الفلسطينيون تحت الاحتلال وفي المنفى؛ في عملية اعادة فلسطين
والفلسطينيين الى وعي الجمهور. وفيما ظلت الاستطلاعات تعكس تأييد أ كبيراً لاسرائيل وتعاطقاً معهاء
الا ان قطاعات أخرى من الجمهور, تعبر عن نفسها بأساليب وفي مؤسسات لا ترصدها الاستطلاعات
على نحو كاف بدأت,؛ بالفعل» عملية التشكيك في شرعية الآفاق والادعاءات والمفاهيم الاسرائيلية.
ولا داعي للاسهاب في الآليات المؤسساتية التى ساعدت في اعادة تكوين نظرة الجمهور الى
المسائل المتعلقة بصراع الشرق الاوسطء الذي تشكل قضية فلسطين ليّه؛ فير انه يهمنا البحث في
البعض منهاء من اجل ادراك كيفية عودة قضية فلسطين الى الظهور في استطلاعات الرأي العام.
لقد ساعدت ثلات اليات هامة في اعادة تكوين وعي الجمهور الى فلسطين والفلسطينيين:
أولاها وسائل الاعلام المطبوعة والالكترونية. صحيح ان وسائل الاعلام غالباً ما تكون معادية
للفلسطينيين في صراعهم مع اسرائيل» ولكن هذه الوسائل اضطرتء حتى في سياق معادء الى نقل
المعلومات والمعطيات وقدمت تحليلات تتعلقء على وجه التخصيص, بالفلسطينيين اى بسياسات
الاحتلال الاسرائيلية في الضفة الغربية وغزة. ويما ان المقاومة الفلسطينية ضد اسرائيل تطابقت اكثر
فاكثر مع منظمة التحرير الفلسطينية: فقد اخذت وسائل الاعلام تولي اهتماماً كبيراً. معظمه سلبي,
بمنظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها ونشاطاتها السياسية وغيرها. ودون أن تسفر بالضرورة عن فهم
أكثر تعاطفاً مع تطلعات الشعب الفلسطيني: ساهمت وسائل الاعلام, على الرغم من ذلك, مساهمة
هامة: في ابراز البعد الفلسطيني لصراع الشرق الاوسط بحيث اصبح مسألة ذات شان في العملية
السياسية الاميركية. وكان تبني الرئيس السابق جيمي كارتر, في العام 19375: فكرة «حاجة
الفلسطينيين الى وطن» مؤّشراً هاماً الى بروز قضية فقلسطين المتزايد والاعتراف العام بهويتها المتميزة.
ومن الواضح ان دون الامم المتحدة يشكل الآلية الثانية. صحيح انه حين تبنى مجلس
ا شوُون فلسطيزية العدد ١75 - ١74 أيلول /تشرين الأول (سبتمبر/ أكتوير) 15417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39483 (2 views)