شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 77)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 77)
- المحتوى
-
د. ابراهيم البحراوي سب
بمضمون التجرية الشعرية عنده بقدر ما يتصلان بالتجديد في الشكل والقالب الشعريين
ولذاء فاننا سوف نلاحظ ان الحضامين التي يحملها الينا جلبواع في قالبه الشعري الغنائي» الذي
أفاد كثيراً من الاتجاهات الشعرية الاوروبية الحديثة, لاتختلف عن تلك المضامين التي يسوقها الينا
غيره من شعراء العبرية. ممن تقصر قدراتهم عن هضم المعاني ي الايديولوجية لتصبح جزءاً من ذواتهم,
ولذا يصدر تعبيرهم الشعري عنها في شكل لغوي منظم ابعد ما يكون عن طبيعة الشعر الغنائي
التلقائية التي نشعر معها ان القصيدة جزء من مشاعر الشاعر, ينساب من وجد انه على هيئة صورء
دونما افتعال او تكلف.
خطابية الشعر العبري
وبالطبع, فاننا ندرك مغزى الاهتمام النقدي الصهيوني في ابراز جلبواع. فهو اهتمام يقصد الى
تبرئة الشعر العبري من الصفة التي أصبحت لصيقة به: وهو كونه نوعاً من النظم الايديولويجي أكثر
من كونه شعراً يحتفل بمشاعر الذات الانسانية, ما ظهر منها في مستوى الوعي و ما بطن منها في
مستوى اللاوعي.
ذلك إن الشعر العبري قد شغل نفسهء منذ الجهود الصهيونية السياسية الاولى ؛ بالتعبير عن
مفاهيم ومقولات الايديولوجية الصهيونية على نحو مباشرء وخطابي, جعل من القصائد العبرية: في
معظم الاحيان» نوعاً من المنشورات السياسية.
وبسواء أكانت المفاهيم التي شغل بها ذلك الشعر مفاهيم تتصلء اتصالًاً خالصاًء بفكرة العمل
الصهيوني الاستعمارية وما تتطلبه من تأكيد مقولات الشعب اليهودي الواحدء والارتباط التاريخي
بالارض العربية؛ والنزعة الغريزية لدى البشر نحو معاداة السامية, مثلما نرى عند بياليك» او كانت
هذه المقاهيم تختلط مع الرؤية الاجتماعية» مثلما نجد في اشعار افراهام شلونسكي التي تدور حول
مبادىء وشعارات الصهيونية العمالية واتجاهاتها في التنظيم الاجتماعيء فان تلك المفاهيم تصدر, في
غالب الاحيانء في القالب الشعريء وهي على صلة واهية ومصطنعة بمشاعر الشاعر ووجدانه: مما
ينعكس في شكل قصيدته ويناء الصور وطبيعة الأخيلة فيها.
ولا شك في ان هذه الحالة الايديولوجية التي يتميز بها الشعر العبري تتسق مع طبيعة العمل
الصهيوني منذ نشأته. فلقد بدا هذا العمل» مستنداً الى ايديولوجية نظرية لم يكن لديها من قوة
الاثسات شيء متماسك وصلب, لاقناع الجماهير اليهودية التي لا تعاني من مشاكل في مجتمعاتها
بالالتحاق بالمشروع الصهيوني. فضلاً عن ذلك؛ لقد اصطدم العمل الصهيوني؛ منذ بدايته, بالرفض
العربي والمقاومة.
لذلك؛ كان من الطبيعي ان تعمل جميع اجهزة الفكر الصهيوني, بما في ذلك الادب؛ على زرع
وتأكيد مفاهيم الايديولوجية في الوعي الجماعي للجمهور اليهودي الذي تخاطبه وتستهدف استقطابه
الى المشروع السياسي العمني المستند الى هذه الايديولوجية.
من هناء كان الشعر العبري ايديولوجياً مشبعاً بالنزعة العملية السياسية. ومن هناء أيضاًء كان
الاديب الشاعر مدفوعاً بتوجيه خارجيء أى نتيجة لتأثره بهذا الاتجاه العام الى تكريس شعره لخدمة
الموضوع العام, مع اهمال البعد الذاتي الانساني» خشية ان يؤثر التفاته اليه في الدور الوظيفي الذي
يؤديه شعره في خدمة المشروع الصهيوني.
ك7 شْدين فلسطزية العدد 14 :١75 أيلول/ تشرين الأول (سبتمبر/ اكتوير) /1941 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39482 (2 views)