شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 78)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 78)
- المحتوى
-
لسلس الشاعر امير جليواع: استخدام السيريالية قالباً الصهرونية
ولسنا نرى في اشعار جلبواع ما يخرجها عن الالتزام المسبق بالمفاهيم الصهيونية. فهي ماضية
في المجرى العام للشعر العبري من هذه الزاوية. لكننا نرى منها ذلك المخرج البارع بين هذه المقاهيم
وبين ذات الشاعر, بحيث لانجد انفسنا في مواجهة منشور سياسي منظوم؛ بل نجد انفسنا ازاء حقيقة
شعرية تفيض من وجدان الشاعر مشتملة عنى مكونات هذا الوجدان ومحتوياته الشعورية
واللاشعورية» تمتزج فيها المفاهيم الايديولوجية المجردة بالتجرية الحياتية الحسية.
ولهذاء فان اشعار جلبواع ليست اشعاراً متجردة من الاطار الايديولوجي الصهيوني؛ ولكنها
اشعار تستوعب مقولات هذا الاطار وتذويبها في بوتقة وجد انية لتسمح لنا برؤية هذه المقولات وهي في
مستوى الفعل النفسي لدى الشاعر. وهذه الميزة هي التي تفرق ٠ في الواقع » بين الشعر, كتجربة
انسانية تذوب فيها كل الحقائق: وبين المنشور السياسي المنظوم.
ولا شك في ان مقدرة جلبواع على هذا المزج بين الايديولوجية وسائر جوائب لفن
الانسانية انما تتحقق له في الشعر عبر الانتفاع بمهارات الشعر الاوروبي الحديث وطرائقه
البناء القصيدي د والتصنرير: دون التأثر بميول التحرر الايديولوجي التي اجتاحته في عقت
الحرب العالمية الثانية.
وهكذاء يكون جلبواع قد اقاد من طرائق هذا الشعر في التعبيره من ناحية, ومنح ذاته قدراً من
الالتفات والاشباع؛ من ناحية اخرى؛ دون ان يدفع ثمن ذلك انفصالاً عن ايديولوجيته الصهيونية
ومقاهيمها
السيريالية وعاء للصهيونية
يقول البروفيسور عزرا سيشاندلر استان الادب العبري في كلية الاتحاد العبري في الولايات
المتحدة الاميركية: «لقد وصلت ازمة الايديولوجيات: التي حطت على الادب الاورويي مع الحرب
العالمية الثانية؛ الى الادب الاسرائيلي متأخرة بعض الشيء. فلقد كان النضال القومي من اجل
الاستقلال» بالاضافة الى الرؤية الصهيونية الاشتراكية حائلاً دون موجة التحلّل الايد يولوجي التي
اكتسحت دوائر المثقفين في اورويا الغربية. وهكذاء فأنه في الوقت الذي كان القلق الوجودي ينتشر في
أوروبا كان كثير من الشعراء الاسرائيليين الصغار يحاريون من اجل القيم القومية والاجتماعية في
نطاق حرب العام 1544. ولقد احتفظوا بحماس الايديولوجيين, أذ ان كثيرين منهم جاءوا من
الكيبوتسات؛ أو من الجماعات الصهيونية اليسارية المتنوعة, فكان لابد للادب من ان يخدم كاأحدى
الادوات في الصراع من اجل ' الاستقلال القومي ' ومن أجل المجتمع الجديد .الا أنه سوف يكون من
الزيف؛ مع ذلكء ان نظن أن ما كان يحدث في اوروبا لم يكن له أثر في اسرائيل حتى في تلك السنوات
المبكرة.
«ان التحرر من الاوهام: والقلق» والسخرية» قد ظهر في اعمال الشعراء بشكل معتاد ممتزجاً
بالحماس لاعادة مولد اسرائيل. وهكذاء فان جلبوا ع: على سبيل المثال. كان قادراً على الكتابة الشعرية
المتفائلة المؤكدة على معنى الحياة في لحظة, بينما نجده: في لحظة اخرىء يغرق في الاكتئاب ومزاج
القلق».
ان الاقتباس السابقء وان طال بعض الشيء. الا ان اهميته تكمن في أنه يلقي الضوءء بشكل
ساطعء على الحقيقة التي اظهرناها من قبلء وهي ان التأثر بالشعر الاوروبي لدى جلبواع لم يكن
العدد ١9/5 176, أيلول/تشرين الأول (سبتمير/ اكتوير) 15417 لتُزون فلسطزية اع - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39483 (2 views)