شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 80)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 80)
- المحتوى
-
سل الشاعر امير جلبواع : استخدام السيريائية قالباً للصهيونية
«وها هو دمي على الاوراق
«واختفى صوت أبي
«وشحب وجهه
«واردت ان اصرخ مجاهداً
دفي الا اصدق...
«فاتحاً عينى عنوة...
«واستيقظلت
«واذ بيدي اليمنى وقد نضب الدم قيها».
تمثل هذه القصيدة: والتالية لها الواردة تحت عنوان «موسى»؛ مجموعة من القصائد التى يتعامل
فيها جلبواع مع موضوعات من العهد القديم ذات علاقة بالمفاهيم الصهيونية. لكننا نلاحظء في هذه
المجموعة من القصائد التي يخصها جليواع بقسم خاص في ديوأنه يضع له عنوان «حرب قديمة».,
ان تعامل جلبواع مع موضوعات التراث هذه يختلف عن سائر شعراء العبرية.فهى لا يتناولها تناول
يبدو فيها التكلف والتعمد لاستثارة معان ايديولوجية في نفس القارىء؛ بل هويمزج الموضوع التراثي
بذاته ويخرجه على شكل تجربة ذاتية ذائية في وجدانه.
ففى هذه القصيدة. «اسحق»؛ نلاحظ ان التجربة الشعرية تخرج من شكل حلم يراه
الشاعر. وفي اطار تأر جلبواع بالمنهج السيريالي في الشعر, فانه يستدعي حلمه ٠ الشعري من
اعماق اللاشعور. ذلك ان القصيدة تظهر الشاعر في حالة الطفولة الاولى. وهو يتمشى مع ابيه في
الغابة مطمثناً الى رعاية الأب وحمايته «ويدي اليمنى في يده اليسرى». وهكذا تصدر القصيدة
عن وجدان شاعر يحلم ان يعيش لحظات لاشعورية؛ ثم هى يحلم بطفولته. اي انه يستنفر
الاعمال السحيقة الغائرة في لاشعوره.
ثم نلاحظ تلك الفنية السيريالية في تلك الصورة التي تصور الفزع من الفزع « وفزعت لفزع
عيني», اي الفزع من المجرد وليس من المحسوبس,ء وهى السكين والدم. وهو نوع من الفزع يمكننا ان
نلاحظه في اطفالناء عندما يغمضون عيونهم لمرأى شيء يفزعهمء فكأنهمء باغماض عيونهم: يتجنبون
فزعها ويهريون من حالة فزعهم هم انفسهم تجاه فزع عيونهم.
وتظهر تلقائية الصور وانسيابها اللاشعوري من وجدان الشاعر, فضللٌ عن براعته الشعورية في
توجيه بنائه القصيدي بصوره المتفرقة نحو فكرة واحدة, في الفقرة التالية مباشرة, وذلك حينما يتوحد
في حلمه باسدقء البطل التوراتيء الذي يسوقه ابوه ابراهيم العبري نحو الذبح قرياناً لاله فينادي
على ابيه, بلهجة طفولية. مستخدماً الكلمة العبرية «آبا»» وهي كلمة المناداة للاب من قبل الاطفال»
مستغيثاً به من الذبح حتى لا يتغيب عن مائدة الغذاء.
غير ان الاب (الذي يمثل ابراهيم العبري في وجدان الصبي الحالم داخل وجدان الشاعر, اى
الشاعر الحالم باحلام صباه) يجيب» على عكس الموقف الاصي في الرواية التوراتية: بأنه هو المذبوح
وليس ابنه؛ وكأن الصبي الحالم ينزع رغبة في انقاذ نفسه من موقف اسدق التوراتي الى قلب
العدد 97/4 175+ أيلول/تشرين الأول (سبتمبر/ اكتوبر) 15417 لثئون فلسطفية 1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39483 (2 views)