شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 11)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 11)
- المحتوى
-
يزيد صايغ ل
تلك الشعبية شجعت:ء بدورهاء قيادة م.ت.ف. على تسريع التحول. وعززت السياستان, الاسرائيلية
والاردنية» هذا الاتجاه, من خلال جعل المنظمة الخيار المجدي والاصيل الوحيد كمتحدث فلسطينى.
وبسبب تلك الشعبية» استحال قيام بدائل محلية جدية في المناطق المحتلة العام 1571: قادرة على
زعزعة مكانة م.ت.ف. او مكانة ياسر عرفات ؛ في منتصف الثمانينات. اذ ما زالت استفتاءات الرأي
هناك تظهر شعبية م.ت .ف. ورئيسها بنسبة 15 - 50 بالمئة» على الرغم من كل الظروف التي أحاطت
بالوضع الفلسطيني في الفترة الممتدة من 15/87 الى 15/7» بل وربما بسببها. ولم تؤد عشرون سنة
من القمع الاسرائيلي, والمنافسة الاردنية؛ والاقتلاع المتكرر من الاردن ولبنان وسورياء الا الى تعزيز
الهوية الفلسطنية وتكريس موقع م.ت.ف. وشرعيتها.
مصادرة الهوية والشرعية الفلسطيئية في الثمانينات
ان تمرد عدد من اعضاء وعسكريي «فتح» في ربيع العام 87 » مما تطور ليصبح انشقاقاً
رئيساً في داخل م.ت.ف. وأدى الى تشكيل جبهة اثتلافية منافسة تحت النفوذ السوريء ريما يبدو
وكأنه يغاير التأكيدات المطروحة سابقاً حول نجاح قيادة م.ت.ف. في تغيير المسار السياسي وتعديل
مصادر الهوية والشرعية في السياسة الفلسطينية. الا ان تعزيز مكانة ياسر عرفات في الارض ال محتلة
واظهاره؛ مراراً وتكراراً مقدرته على اعادة بناء موطىء قدم في لبنان يشيران الى ان مصادر شرعيته
هي الاقوى. ويضاف الى ذلك؛ ان التنظيمات المعارضة قد اظهرت شللاً, أو عجزاً. شبه تام عن اطلاق
العمليات العسكرية المؤثرة ضد اسرائيل: فتعرض العديد منها الى تآكل واضح في حجم العضوية
والتأييد الشعبيء منذ العام 1347. وقد جاء الدليل النهائي على فوز عرفات بالمنافسة في نيسان
(ابريل) 15417: حين عقد المجلس الوطني الفلسطيني بدورته الثامنة عشرة, بالحضور الرسمي
لاربعة تنظيمات معارضة رئيسة والوجود غير الرسمي لتنظيمين اضافيين. ليس ذلك فحسبء بل
واخثتم المجلس بموافقة «الرافضين» على فكرة امكان ربط اية دولة فلسطينية مصغرة. مستقبلاً:
بالاردن ضمن اتحاد كونفدرالي.
' يتيح ما سبق الوصول الى استنتاجات اساسية عدة يتمثل أهمها في حقيقة لم تَصَعْ ثم بعدء
بوضوح واع ومقصودء ألا وهي ان تركيز الجهود كافة على تطوير استراتيجية فلس ط يفي واقعية
ومجدية هو الذي يشكل المعيار الرئيس لقياس واضفاء الشرعية . بل ويمكن القول ان الالتزام الفعلي
بالكفاح المسلحء وليس اللفظيء هو الذي يضفي الشرعية في اية حال. ولذلك؛ تمكنت القيادة
الفلسطينية» المتمثلة في عرفات: من ان تحتفظ بمصداقية أعلى طيلة السنوات الاثنتين والعشرين
الماضية؛ وخصوصاً منذ العام 113777 ؛ اذ انها وازت المرونة والجرأة الدبلوماسيتين بنشاط عسكري
ملحوظ ٠ خلافاً ليقية التنظليمات التي تراجعت ممارستها العسكرية كلّما ازدادت شعاراتها السياسية
حدة. واليوم: يبقى العمل العسكري أداة هامة في السياسة الفلسطينية ؛ أداة يستخدمها
«المعتدلون» و «البراغماتيون» اكثر من غيرهم؛ الا ان الرؤية الشائعة لدى الفلسطينيين بأن عزفات
يعبر عن المصالح الوطنية خير تعبير ويدفعها الى الامام تزوده بهامش واسع للمناورة. ويعوب ذلك: من
ناحية؛ الى جاذبيته الشخصية وكافة العناصر التي تكونهاء ومن ناحية اخرىء الى الجهود المضنية
التي بذلتها م.ت.ف. منذ بداية السبعينات: لبناء شبكة واسعة من المؤسسات التي تخدم
الاحتياجات السياسية والمعنوية والحياتية للشعب الفلسطيني. لقد تشكلء عبر الزمن؛ بفضل هذه
العناصر. نوع من «الكيان» الفلسطينيء غير المرئي» تجسّدت ملامحه. مؤقتاً فحسبء في الدولة
الكائنة بالتكوّن في لبنان» لكنه حىء مما ربط أواصر المجموعات السكانية الفلسطينية المتناذر:
1 لشُوُون فلسطيزية العدد ,١717 ١7 تشرين الثاني /كانون الأول (نوفمبر/ ديسمبر ) ١1417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)