شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 35)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 35)
المحتوى
ستعيد جواد
فانها تلاحق عناصر الانتاج الاخرىء رأس المال والعمل. وهي العناصر التي من شأن تدميرها (بعد
السيطرة على الارض أى شل المستثمر منها)؛ أن يعطل عمليات النمو الصناعيء وتطوير التجارة
والخدمات», ويشلٌ بالتالي المقومات الاقتصادية.
لقد جاءت الخطط الاقتصادية الاسرائيلية نموذجاً لتطبيق مبدأ علاقات المركز بالمحيط.
فالاسرائيليون وظفوا تجاريهم في سياستهم التخطيطية الاقليمية في الضفة وغزة في انشاء متعمد لما
يمكن وصفه ببنية علاقات مركز ‏ محيط بين اسرائيل والمناطق المحتلة. فالمناطق ‏ المركزء هي تلك التي
توصف بها المناطق المركزية المتميزة بالقدرة الكامنة الكبيرة على النمو والتطورء وهى» هناء اسرائيل
والمستوطنات اليهودية؛ بينما يقصد بمناطق ‏ المحيط تلك المناطق الكاسدة والمستغلة الى حد كبير من
قبل المركز. وفي هذه الحالة هي المناطق العربية ووسكانها.
ن علاقات المركز بالمحيط هي علاقات استعمارية. فالبنية التمركزية تعتمد على نقل عوامل
الانتار الاساسية: كالمواد الخام والعمل الرخيصء من المحيط الى المركز؛ وتدفق التجارة من منطقة
الى أخرى.ء والمواد الخامء يميل كلاهما الى مصلحة المركز. ومثل هذه العلاقة تعمّقء: عادة, اللامساواة
بين مناطق المركز والمحيط. ويزداد هذا الحيف عندما تتدخل الحكومة المركزية لتجميد اسعار المواد
الاولية في مناطق المحيطء بينما تترك أسعار البضائع المصنعة دون رقابة من المركز.
ان الاستغلال المتزايد للموارب الطبيعية: والبشرية» لمناطق المحيط؛ الذي يصب في مصلحة مناطق
المركز: يؤدي الى خيبة متزايدة يمكن أن تتطور الى اضطراب سياسي ‏ اجتماعي في المناطق الكاسدة؛
كما ان حيوية مناطق المحيط؛ بالنسبة الى استقرار النظام السياسيء تبدى في ثورتها على الحكومة
المركزية في منطقة المركزا؟ ').
ان هذه العلاقة التبعية كانتء منذ البداية» علاجاً هاماً للامراض التي يعاني منها الاقتصاد
الاسرائيلي. وقد ظهرء لاحقاً أنه كلما استمرت تلك الامراض كلما ازدادت أهمية مواصلة خطط الدمج
الاقتصادي والهيمنة على عناصر الاقتصاد الفلسطيني لمعالجة الاقتصاد الاسرائيلي . وهذه الحقيقة
قد وردت في دراسة خاصة عن حقيقة الروابط الاقتصادية التي تمّت بين الارض ال محتلة واسرائيل:
دان الاقتصاد الاسرائيلي يستمد بقاءه؛ الى حد كبير من الموارد الاقتصادية الاسيرة والمناطق المحتلة؛
وأنه يمك اقتصاداً امبريالياً تموّهه ظروف التقارب الجغرافي ؛ وان الموارد الفلسطينية التي تستغلها
اسرائيل تتطابق مع نقاط الضعف الاساسية في الاقتصاد الاسرائيلي حاليا(9).
وحيثما تتقدم عملية احكام تبعية الاقتصاد الفسطيني للاقتصاد الاسرائيلي؛ تكون عملية
امتصاص اليد العاملة وتشغيلها في المشاريع الاسرائيلية قد تمت هي الاخرى: بل وعلى الارض
الفلسطينية المصادرة بالذاتء بالنسبة الى قسم منهاء ويأشكال شديدة العسف. «ان عمالنا يينون
المساكن للمهاجرين اليهود... وفي كثير من الاحيان على أرض صودرت من مالكيها العرب» و «أحياناً
يجد العمال الفلسطينيون أنفسهم يعملون اجراء في مزارع كانت» فيما سبقء ملكا لهم( ).
أما «التعايش» الزائف «الذي يتحدث عنه الاسرائيليون» [ف ] هى ذو طبيعة خاصة. [انه]
' تعايش ' بين محتل متسلط وسكان أصليين تابعين يجب ابقاؤهم بمزيج من القوة العسكرية
والاغراءات السياسية والاقتصادية»(").
واحدى الطرق الشائعة والفعالة في احداث التغييرات المطلوبة تكمن في تغيير استخدام الارض.
ان الاراضي الصالحة للزراعة غير هامة لهذا الشكل من الاستيطان. لذاء فان الجرافات
5 دُوُونُ فلسطيزية العدد ‎:١717 ١171‏ تشرين الثاني /كانون الأول (نوفمير/ ديسمبر) ‎١941‏
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39480 (2 views)