شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 52)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 52)
المحتوى
لل صورة الفلسطينيين في الغرب...
ويحضرناء في هذا المقام, ما ذكره توماس كيرنان في كتابه «العرب», الذي أصدر في الولايات
المتحدة العام ‎:١4517‏ حيث كتب : «...الصهيونيون اوروبيون تماماًء وليس هناك اية رابطة بيولوجية
أى انتربولوجية» بين يهود اوروبا والقبائل العبرية القديمة» اي ليست هناك اية قرابة عضوية:» او قرابة
دمء بين الصهيونيين» وهم من أهل اوروياء وبين قدماء العبريين...72').
ومهما يكن من أمرء فان المرحلة الاستعمارية الغربية تركت اثراً هاماً في تشكيل الصورة
الفلسطينية . ان عندما انتهت هذه المرحلة» أى أوشكت على الانتهاءء؛ في المنطقة العريية: كان الغرب
نجح في ان يبقي على رأس حربة في المنطقة على حساب فلسطينء ممثلة في الكيان الصهيوني . ووبسط
ذلك المناخ, يبدو أن اصواتا معتدلة ومنصفة تجاه «الآخرين»: من امثال الكونت هنري دي كاستري»
أو كارليل: أو اللورد هيدليء أود . جرينيهء أو أرنولد توينبي» كانت لا تمثل سوى صيحات خافتة : يفعل
حملة التشويه الجارفة» والتي لوّنت الصورة الفلسطينية في الغرب(١').‏
لذ الصهيونية والصصور الفلسطينية
ن الحركة الصهيونية: كفكر وأدب وبعاية وممارسة سياسية: هي محدد من طبيعة خاصة
م الفلسطينية في الغرب. هي محدد هام ومركبء بالمعنى التاريخي والفلسفي. لقد واكبت
الصهيونية. بجميع معانيهاء عملية تشويه الصورة العربية عموماً. والفلسطينية خصوصاًء في كل
مكان» واختصت العالم الغربي بجرعة زائدة.
ن كلا من الحركة الصهيونية وتجسيدها السياسي (اسرائيل) يلعب دور الوسيط المشبوه؛ غير
يل في ما يتعلق بالادراك الغربي لصورة فلسطينء والفلسطينيين. وانطلاقاً مما ذكرناه في النقطة
السابقة (اثر الحقبة الاستعمارية ) يمكن تصور هذا الدورء في علاقته المركبة بالغرب» على النحى
التالي: تشبّع الفكر الصهيوني بالنهج العنصري الغربي الذي تبلور خلال جميع المراحل السابقة من
العلاقات الغربية ‏ الاسلامية والغربية ‏ العربية: وكذلك من الممارسات الغريية تجاه اليهود وتجاه
بقية الشعوب. ثم استدار الصهيونيون ومارسوا عصارة خبرتهم العنصرية ضد الفلسطينيين والعرب
عموماً.
وبعد تأسيس اسرائيل؛ بدأ هذا الكيان يعمل وسيطاً لمنع اي تغير نحو الموضوعية في الغرب تجاه
الفلسطينيين , وذلك في الوقت الذي سعى كل من الحركة الصهيونية واسرائيل الى «تلميع»»: أو
تحسين:ء الصورة اليهودية ‏ الاسرائيلية في كل مكان!'').
هذا الدور الصهيوني - الاسرائيلي المشترك يثير كلاً من المشكلة اليهودية (كما عرفتها أورويا).
من جهة؛ والموقف الصهيوني من فلسطينء من جهة أخرى . والعلاقة بين هاتين الدائرتين تعبّر عنهاء
بصدقء تلك القصة الرومانية التي تروى عن ان عبداً رومانياً اعتقه سيده؛ وعندما سئل عن أول
شيء سوف يفعله بعد نيل حريته؛ أجاب العبد الطليق: «سوف اشتري عبداً لنفسي طبعاً 504).
ظلت هذه العملية المزدوجة: المتمثلة في تشويه الطابع القومي العربي في فلسطين وتحسين الطابع
اليهودي: احدى ركائز السياسة الصهيونية الدعائية في العالم الغربي. والامثلة في هذا الصدد كثيرة.
فأحد الكتاب الصهيونيين يقدم سكان فلسطين كما يلي: «... انهم بلا ثقافة» ويفتقرون الى ملامح
القومية» وهم يتطبعون بسهولة؛ وبسرعة» بأية ثقافة واردة عليهم: اذا كانت أعلى من ثقافتهم. انهم لا
يستطيعون أن يتوحدوا في مناهضة التأثيرات الخارجية بصورة منظمة: وليسوا قادرين على
العدد ‎١717-1075‏ تشرين الثاني /كانون الأول (نوفمير/ ديسمير) 11/417 لَمُوُون فلسطيزية لحك
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)