شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 53)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 53)
المحتوى
محمد خحالد الأزهري
المنافسة القومية» ‎٠‏ وقي مقايل هذه الصورة الفلسطينية, ‎٠‏ قدم الكاتب الصهيونيين اليهوب على انهم
«ضمر الحضارة الانسانية»(؟').
وبأسلوب مفعم بالطوباوية والابتذال»ء يصور كاتب صهيوني آخر الفلسطيني ك «جبان» في
مقابل اليهودي «الشجاع». ففي أحد الرويات الصهيونية: يذكر المؤلف على لسان احدى الشخصيات
(عن احداث ‎)١١5/‏ انه «...اذا خرج عربي من قهوته وأطلق طلقة طائشة على كيبوتس من بعد آلف
ياردة» يعتقد بأنه رجل شجاعء ولذلك يتمشى اليهود في نزهات» فيرون القرى العربية مهجورة». وفي
موقع آخر: يذكر المؤلف: «... بوسع اليهودي: مسلحاً بكرباج فقط: ‎٠‏ ان يقتحم مضرب قبيلة عربية
بدوية؛ جميع رجالها مسلحون بالبنادق » ويجلد رئيسها امام عيون الجميع؛ ويجبره على طلب الرحمة,
ويؤدب» بذلك: كل القبيلة» دون ان ترمش له عين(”*'). ويالطبع» بوسع المرء ان يفترض مدى تمكن
«عقدة الاسقاطء في مثل هذه الصور؛ فهيء بحق, ‎٠‏ صور مقلوبة وتمثل محاولة جادة لتخليص صورة
اليهودي مما علق بها من مظاهرء كالجبن والتردد. ولو أخذنا في الاعتبار تلك الدراسات التي اثبتت
ان الصورة الاسرائيلية ان هي الا استمرار للصورة اليهودية في الغرب(! "), لأضحى من السهل بلوغ
النتيجة السابقة؛ ان ان تنقية الصورة الاسرائيلية ترمي الى تنقية الصورة اليهودية؛ ومن المفيد جداً
بالنسبة اليهم, ان يتم الصاق السمات السلبية المعروفة عن الشخصيات اليهودية بالصورة
الفلسطينية !
كانت الصهيونية بالغة الحنكة في تعاملها مع الفلسطينيين (السكان الاصليين: كما يسميهم
الفكر الاستيطاني) في الطور الاول لمشروعها الاستيطانى . فقد تدرجت في العملية الدعائية الخاصة
بسكان فلسطين وبقيت ملاحقتها للاحداث في العالم الغربي من الامور الهامة.
في المرحلة الاولى؛ ومنذ العام ‎,.١1451‏ أو قبل الحرب العالمية الاولى عموماً. فضّلت الصهيونية
معالجة الشعب الفلسطيني على أساس «انه لم يكن هناك احد في فلسطين». ولذلك: نجد ان الاشارة
الى السكان الاصليين كانت قليلة جداً في تلك المرحلة(7") . تتأكد لدينا هذه الملاحظة من التجاهل التام
للفلسطينيين في كل من وعد بلفور وصك الانتداب. وهما وثيقتان غربيتان» لم تذكر أي منهما
الفلسطينيين بكلمة واحدة.
وقد كتب المفكر اليهودي؛ موشي سميلانسكيء في صحيفة «العالم»؛ بتاريخ ‎:11١1 5 /١/54‏ «ان
دعاية الفكرة الصهيوينة» منذ نشأتها. صوّرت البلاد التي نتوجه اليها كبلاد خربة» ومهجورة: تنتظر
الخلاص بفارغ الصين(؟")
وبعد أن تم التأكد من وجود شعب» وزرع» وضرعء على أرض فلسطينء, كما ذكر احاد هعام: وهو
من اوائل الكتاب الصهيونيين الذين زاروا فلسطين؛ لجأت الصهيونية الى التمهيد لاستخدام القوة
لطرد الفلسطينيين بتصوير الفلسطيني على انه «يحترم ويعرف لغة واحدة» هي لغة القوة»(3").
وعندما بدأت مقاومة الشعب الفلسطيني للفزوة الصهيونية. طرحت الصهيونية » من جانبهاء
مفهوماً مبتكراً وخاصاً للارض عند الفسطينى فذكرت ادبياتها في الغرب انه ‎٠‏ بما ان العربي يفتقر
الى الروابط القوية بالارض (لأنه بدوي متنقل !)» فانه يفتقر الى الروابط القوية بالوطن, ولهذا يتنازل
عنها راضياً مرضياً». : ورويجت لصورة الفلسطيني «المتخلف الذي لا يستحق هذه الارض (الوطن)
ولا يفهم سوى لغة القوة»(:"
دك تُوُونُ فلسطيزية .العدد ‎١75‏ 1717, تشرين الثاني /كانون الأول (نوفمير/ ديسمبر) 1941
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36100 (2 views)