شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 54)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 54)
- المحتوى
-
لل صورة الفلسطينيين في الغرب...
صورت هذه المقاومة على انها «ليست سوى عمل عدد قليل من المسيحيين تحرضهم فرنسا (ضد
بريطانيا !). وفي الثلاثينات والاريعينات. اضحت الصورة «مجموعة من عائلات اسلامية تدعمها
المانيا النازية». ويهذا استخدمت الصهيونية كالعادة التناقضات بين المستعمرين الاوروبين
انفسهم, وكأن المعركة لا تخص شعباً فلسطينياً عاش الآف السنين على ارضه التي تسعى
الصهيونية الى الاستيلاء عليها. ويالمنطق عينه صورت النكبة الفلسطينية العام ١554 على انها
«حرب استقلال اسرائيل والشعب اليهودي». اما العدوان العام ١11717 فهى «حرب دفاعية ضد
محاولة العرب لالقاء اليهود في البحر»('"). ويعد بروز منظمة التحرير الفلسطينية» وخصوصاً عقب
تشرين الاول ( اكتوبر ) 1937, قدمت صورة المنظمة في الغرب على انها «منظمة ارهابية تسهر على
هدف تدمير اسرائيل التي هي من منجزات الحضارة المعاصرة للغرب, لكي تثبت النفوذ الشيوعي في
الشرق الاوسط». ا بات من الشائع ان تصور المقاومة على انها «مجموعة من الشيوعيين تشجهعها
روسيا والصين02""). واخيراً هي مجموعات من الارهابيين» والمتطرفين من محترفي تدمير المسيرة
السلمية في الشرق الاوسط , الخ.
وهكذاء ظل الغربء ولفترة طويلة» لا يرى الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الا من خلال معادلة
منحازة. مسيقاًء الى الجانب الاسرائيلي. ومما أدى الى تفاقم الصورة الفلسطينية كون الصهيونية
ليست غريبة؛ من حيث اهدافها وقيمهاء عن الفكر والممارسة الغربية(''). ومن هناء فان الاوصاف
التي يطلقها الصهيونيون على الفلسطينيين كانت تتمتع بمصداقية كبيرة في الغرب» بل وغير قابلة
للمناقشة. ليس من المستهجنء والامر كذلك: أن يمنح اديب صهيوني يطرح افكاراً شديدة العنصرية
عن الفلسطينيين . هو يوسف عجنون: جائزة نويل في الادب . فقد وصف عجنئون الفلسطينيين في
روايته «الأول من أمس»» والتي نشرها في الغرب العام :١1555 بأنهم « لاكرامة لهم ويتحمّلون
الاهانات. ويغشون اليهوب» ويكرهون الحضارة»!؛ ').
لاشك في ان صورة من هذا القبيل لأي عنصر بشري لا يجب ان تلقى القبول لدى الفكر المستنير
المحايد . وعلى اقل تقديرء يجب ان ينظر اليها في ضوء الظروف الموضوعية المحيطة بمن كتبها. فهو
عنصر في طرف من اطراف الصراع في فلسطين. وفي ظروف الصراع» حاول كل طرف ان يشوّه خصمه.
الاان الغرب» وقد ادرك مدى العلاقة العضوية مع الصهيونية: وان صراعها ضد الفلسطينيين والعرب
يعزز مكانته في الشرق» تقبل هذه الآراء الصهيونية كمسلّمات» ومنح من قدم من الصهيونيين صورة
شديدة العنصرية ضد الفلسطينيين الجوائزء وأسبغ عليه النعم.
ومن الملاحظات الجديرة بالعناية» ان الاقلام الصهيونية التي تتولى رسم الصورة الفلسطينية
في الغرب تتعدىء في دائرة اختصاصهاء قطاعات الرأي العام والرسميين الغربيين الى صفوف المد ارس
الابتدائية والثانوية والجامعية؛ الامر الذي يدخل هذه الصورة نحو المدركات الغربية من خلال عيون
واقلام صهيونية (أو متصهينة) منذ البداية » وفي مرحلة النشأة» وبطريقة منهجية. من امثلة ذلك, ما
حدث في مقاطعة بافاريا في المانيا الاتحادية. فقد قررت المقاطعة ان يضع مؤلفون اسرائيليون تاريخ
الصراع العربي - الاسرائيلي لتلاميذ المدارس في العام :١11717 على ان تتبعها في ذلك المقاطعات
الالمانية كافة(*2). ان هذا النهج شديد الخطورة ليس فقط على حاضر الصورة الفلسطينية»: بل وعلى
مستقيل هذه الصورة ايضاً. فأبحاث الرأي العام تؤّكد ان «الادراك» هو أول مراحل تكوين الرأي:
وبالتالي الاتجاه. فالسلوك السيا سى للفرد(1؟) . ودخول الصورة الفلسطينية من الابواب الصهيونية
الاسرائيلية الى مدارك الغربيينء في مرحلة مبكرة من حياتهم الفكرية» يجعل من مهمة تغيير
العدد ١1 -717١ء تشرين الثاني /كانون الأول (نوفمبر/ ديسمبر) 11417 لتُوُون فلسطيزية ادك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)