شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 59)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 59)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري
العام. فعشية حرب ( اكتوير ) 1977, اثيت استطلاع في فرنسا ان اكثرمن +؛ بالئة من توي الراي
العام الفرنسي تؤيد اسرائيل في مقابل ثمانية بالمئة تؤيد الطرف العربي (وليس الفلسطيني)( ليق
بريطانياء أيد اسرائيل 5,/؛ بالمئة ف مقابل خمسة بامئة ايدوا العرب. وفي المانيا الاتحادية, وقف ا
جانب اسرائيل 01 بالمئّة» في مقابل ثمانية بالمئة وقفوا الى جانب العرب(”").
ويلاحظ ان ظاهرة الانفصام بين الموقف الحكومي ومواقف الرأي العام تجاه بعض القضايا
الخارجية أمر ممكن في الغربء ويعوب الى طبيعة الممارسة السياسية في المجتمع الغربي. فالحكومات
تتقصّى المصالح دون ان يعني ذلك انها تعبر عن وجهة النظر الشعبية|؛ 0
وعلى ذلكء فان الاستطلاعات السابقة تقدم مؤشراً قيّماً الى موقف الرأي العام من الصورة
الفلسطينية. فالرأي لا يعدو ان يكون أحد التعبيرات الظاهرة عن الاتجاهات والصور الكامنة في
الذهن الغربي تجاه العرب. اما عدم وضع الفلسطينيين في مقابل الاسرائيليين في الاستطلاعات: فيدل
على غياب وتجاهل البعد الفلسطيني الى حد كبير في ذلك الوقتء أو الخلطء تماماً. بين العرب
والفلسطينيين.
اذا تجاوزنا كثيراً من التفصيلات الفرعية» سوف نلاحظ أن صيف العام ١5/87 شهد نقطة
تحول حقيقية: على صعيد وضع الصورة الفلسطينية في الغرب على الطريق ق الصحيح: . في ذلك الصيف»
حدثت اطول المعارك الفلسطينية الاسرائيلية» وفيها التقى» ويشكل منفربد تقريباً. اكثر الاطراف
المعنيين بالصراع العربي الصهيوني في مواجهة غير متكافئة على ارض لبنان . لم تكن هذه هي
خاصية الحرب الاساسية فقطء وانما كانت الواقعة. الاكثر وضوحاً وتأثيراً في صورة الفلسطينيين» هي
الصمود الاسطوري في مواجهة عدوان اسرائيلي بين . هذه الواقعة أدت الى اثارة الاسئلة في الشارع
الغربي» ثم أعقب ذلك «الدهشة» ازاء الموقف الاسرائيي؛ ثم انحاز الرأي العام نحو شرعية القضية
التي يدافع عنها المحاربون الفلسطينيون/”**). كان ذلك هو الانحياز المتعاطف غير المسبوق البثّه في
مجرى الصراع ؛ ومن جديد» وكالعادة, كانت وسائل الاعلام هي الفنان الذي ساهم في تحديد معالم
الصورة الجديدة: اذ نقلت هذه الوسائل (صحفء اذاعة: تلفزيون) احداث الحصار العدوان
الاسرائيلي لبيروت والمقاومة الفلسطينية المضادة الى كل بيت (حتى غرف النوم) في العالم الغربي.
وشخْصت الرعب"امام الجميع: مما كنف الرغبة لدى الشعوب الغربية لوقف دائرة العنف في الشرق
الاوسط . واهتم زعماء الاحزاب: ومختلف قادة الرأي من الاتجاهات كافة:» با معاناة الانسانية الناجمة
عن الحدثء باستثناء مجموعة من المحافظين الصهيونيين الذين ساندوا الحملة الصهيونية").
لقد بدت الصورة الفلسطينية مشرقة صلية:. ويدا الفلسطينيون أصحاب حقوقء وانتقدت
الصحف البريطانية الغزى الاسرائيلي وتحدثت عن «السلام الذي يبدو عند الاسرائيليين من الينود
التي لا توضع في الحسبان». ووصل الامر ببعض الصحف الشعبية: ك «الديلي اكسبرس» الى
التعبير. صراحة؛ عن تعاطفها مع منظمة التحرير الفلسطينية والمقاتلين الفلسطينيين. بل ان الصحافة
البريطانية لمست وتراً حساساً حين تحدثت عن المسؤولية الغربية تجاه مأساة الفلسطينييين» ولو
بطريق غير مباشرء فذكرت «الديني اكسبرس» «ان اسرائيل تطبق الاثم الذي ارتكبته الاجيال الاوروبية
على الاطفال الفلسطينيين العرب»7"”). واستقبل التلفزيون البريطانى ممثل منظمة التحرير في لندن,
وترك له التحدث عن واقعة الغزى؛ وهذا السلوك يغاير ما درج عليه في الغرب من دعوة غير الفلسطينيين
وغير العرب للتحدث حول قضايا الصراع العربي الصهيوني.
وقد حدثت ردود فعل مشابهة في كل من فرنسا وايطاليا واليونان» ويصورة أقل في المانيا
0 لشُوُونُ فلسطيزية العدد ١77 21717 تشرين الثاني / كانون الأول (نوفمير/ ديسمبر) ١9/177 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22440 (3 views)