شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 65)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 65)
- المحتوى
-
اليهما الحياة والقوة مرة أخرى؛ أي أن الدولة العبرانية والدويلتين اليهوديتين تواجدت في مرحلة زمنية
مفصلية يمكن أن تسمى مرحلة حدودية بين مرحلتين.
ويمكن القول ان موقع فلسطين الجغرافي يجعل منها دولة حدودية . ولكن حدودية فلسطين ليست
صفة جغرافية ثابتة, وانما هي صفة تاريخية عارضة . فحدودية فلسطين لا تظهر الا في حالة تجزكة
المنطقة وفي غياب قوة محلية تقوم بتوحيدها . ففلسطين قريية من حدود آسيا مع افريقيا ٠ تطل على
حوض البحر الابيض المتوسط وتعد مدخلا لبلدان وادي الرافدين ومفتاحاً للشام مع مصرء وهي
الطريق الموصل من آسيا الى أفريقيا. ولذاء نجد أن معظم الفاتحين»: منذ عهد الاسكندرء يستولون
على فلسطين كركيزة لمشروعهم الاستعماري (والاسكندر هو أول غاز غربي للشرقء اذا ما استبعدنا
الفلستيين» وهم من شعوب البحر الذين حاولوا غزو مصر ثم استوطنوا الساحل الفلسطيني).
ويعد ضم فلسطين الى الامبراطورية الهيلينية, تحولت الى مسرح للصراع بين السلوقيين
والبطالمه. ومع بداية ظهور الرومان: تحالف معهم الحشمونيون وتمكنوا من تأسيس دولتهم المستقلة
في مرحلة مفصلية ثانية. ويعد ضمها الى الامبراطورية الرومانية, كانت احد مسارح الصراع بين
الرومان والبارثيين الذين هيمنوا على بلاد الرافدين انذاك» ولكن صفي الصراع لصالح الرومان
وصفّيت الدولة اليهودية وأصبحت فلسطين مقاطعة تابعة تحكم مباشرة من قبل حاكم روماني.
ويلاحظ انه في القرن الاخير قبل الميلاد» بدأ اليهود يغادرون فلسطين في أعداد كبيرة, بحيث لم
تعد المركز الديني والديمغرافي لاعضاء الطوائف اليهودية في العالم؛ ريّما لأنها اخذت تفقد هويتها
كمنطقة حدودية. وقد فقدت فلسطين حدوديتها » تماماًء بعد فترة من الصراع بين البيزنطيين بن والفرس»
حينما أصبحت جزءاً عضوياً من التشكيل الحضاري العربي الاسلامي . وقد استمر هذا الوضع
حتى القرن الحادي عشر مع الهجوم الصليبي وتأسيس المالك الصليبية في فلسطين والشام؛ وقد
فشلت هذه الحملات في تحقيق هدفهاء وهو تحويل فلسطين الى جزء من حدود اورويا في الشرق.
ويلاحظ أن بعض الطوائف اليهودية الاخرى في العالم يتسم بهذه الحدودية. فكانت توجد حامية
من المرتزقة اليهودء في عهد الفرعون بسمتيك الاولء في جزيرة الفنتاين» على حدود مصر النوبية. كما
اننا اذا صدقنا دعاوى بعض المؤْرخين القائلة بأن ملوك حمير في القرن السادس الميلادى: قد
اعتنقوا اليهودية؛ في اثناء صراعهم مع أباطرة الحبشة من الاقباطع فانه يمكننا اعتبار اليمن آنذاك
منطقة حدودية؛ تقع بين التشكيل الحضاري السامي الوثني في الجزيرة العربية والحبشة المسيحية
(وحليفتها بيزنطه) . وقد استوطن اعضاء الطوائف اليهودية:» في الهندء في بومباي وجوا وكوشين» وهي
كلها موانىء ومناطق للتجارة.
ولعل من أهم الامثلة على هذه الصفة الحدودية امبراطورية الخزر اليهودية الصغيرة التي كانت
تقع على الحدودب بين الامبراطورية البيزنطيه والاسلامية. من جهة:, والشعوب الروسية التي كانت
تسكنها قبائل سلافية وثنية» من جهة أخرى. وقد اكتسبت هذه الامبراطورية اهميتها بسبب موقعها
الحدودي ودورها بين هذه القوى. ولكن حينما تنصّر الروس في القرن الحادي عشرء وتحولوا الى قوة
روسية ارثوذكسية متحالفة مع بيزنطه؛ وازداد ضعف العربء تم القضاء على امبراطورية الخزر التى
لم يعد لها دور تلعبه.
وقد استوطن اعضاء الاقليات اليهودية شبه جزيرة ايبريا بعد الفتح العربي, اي استوطنوا في
المقاطعة المتاخمة للحدود مع العالم المسيحي. ومع هذاء يمكن القول أن اعضاء الاقليات
3 لقُوُون فلسطيزية العدد ١77 -1717: تشرين الثاني /كانون الأول (نوفمير/ ديسمبر) ١9417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)