شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 70)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 70)
المحتوى
ل «الحدودية» الدهودية
ولم تزدهر الييديشيه» كلغة ادبية» الا في مرحلة مفصلية في تاريخ شرق اوروباء وهي مرحلة
التحديث المتعثر في أواخر القرن التاسع عشر. اذ توقفت عمليات الدمج هناك؛ وبدأ اعضاء الطوائف
اليهودية في روسيا وبولندا وغيرهما ينصرفون عن تحديث أنفسهم لغوياً. وانصرفوا عن دراسة لغة
الوطن الام الى دراسة العبرية والييديشيه, فانتجوا ادباً بالييديشيه يقال انه يرقى الى مستوى
الاعمال الادبية الجادة. ولكن لم يقدر لهذه المرحلة أن تستمر طويلاً, ان أنه, بنشوب الثورة البلشفية,
استؤنف التحديث مرة أخرى وفتحت فرص الدمج والحراك الاجتماعي آمام اعضاء الطائفة
اليهودية؛ فانصرفوا عن ارسال اطفالهم الى المدارس الييديشيه؛ وانخفض عدد المتحدثين بالييديشيه
في الاتحاد السوفياتي من حوالى 55 بالمئة مع نهاية القرن التاسع عشر الى 14 بالمئة في الوقت الحاضر الحاضر
(امعظمهم من العجزة). وقد اختفت الييديشيه تماماًء تقريباً. في الولايات المتحدة أيضاء
معدلات الاندماج المتزايدة بين اليهود.
الحدودية وتفاقم المسألة اليهودية
والغيتو هو التجسيد المعماري المتعيّن لهذه الحدودية. فهو يقف داخل المدينة؛ ولكنه ليس منهاء
ان تفصله اسوار عالية عن بقية المدينة: كما انه؛ احياناً. كان يوجد على اطراف المدينة» حتى يمكن
عزل اليهود داخل حدودهم.
وقد كان لحدودية اعضاء الاقليات اليهودية أعمق الاثر عليهم. فهم: نتيجة لوضعهم هذاء
التصقواء الى حد كبير, بالحاكم؛ ان انهمء باعتبارهم اداته في الاستغلال, كانوا عناصر مرفوضة مهددة
بالثورات الشعبية: مما جعلها تحتاج الى دعم عسكري من السلطة . ولعل التصاقهم الكامل بالحاكم
يظهر في وضعهم القانوني في العصور الوسطى الغربية» اذ انهم كانوا يعدّون ملكية خاصة للملك:
يؤّدون له الضريية» ويقوم هى بحمايتهم . وكانت ديّة اليهودي تدفع للحاكم وليس لأهل اليهودي (كانت
عقوية قتل اليهوديء أو ابنائه؛ في بعض بلاد اوروباء مثل عقوية قتل او ايذاء الفرسان: بل وأعلى في
بعض الاحيان. وقد حاول بعض السكان ان يخفض العقويةء بحيث تصبح مساوية لعقوية قتل أو
ايذاء فلاح !). وقد كان هذا وضع يهود المانيا ويهود بولند اء بشكل عام واوكرانياء بشكل حاد ودرامي
فهم كانوا ممثلين للقوة الحاكمة بين المحكومين؛ يعيشون في مدن محصنة؛ ويتعبدون داخل معابد
يهودية تشبه القلاع: تعسكر بالقرب منهم القوات البولندية لحمايتهم!
وبسبب حدودية اليهود» ونتيجة لها في الوقت عينه, كان العالم الغربي ينظر الى اليهودي باعتباره
أداة ووسيلة؛ وليس هدفاً أو غاية؛ والوسيلة لا قيمة لها في حد ذاتهاء ان يتم الاحتفاظ بها بقدر نفعها
وتأديتها للوظيفة المنوطة بها . ومن هناء حينما بد الحوار بخصوص حقوق اليهود» في أواخر القرن
الثامن عشرء دار الحوار في اطار مدى نفع اليهود وجدواهم.
وقد ساهمت حدوبية اليهوب داخل الحضارة الغربية في تفاقم المسألة اليهودية فيها وفي تحديد
شكل الحلول الرامية الى حلّها. فحدوديتهم الوظيفية والمعنوية تركتهم خارج التطورات العميقة التي
حدثت داخل المجتمع الفربيء ابتداء من القرن السادس عشرء وقدم عصر النهضة: ثم عصر
الاصلاح الديني؛ وعصر الرومانسية ( وهي كلها تعبير عن الانقلاب الصناعي - الرأسمالي) واليهود
بمعزل عن الغرب معنوياً. وعلى الرغم من تواجدهم فيه.
اما الحدوبية الجغرافية, فقد عدّقت: ويشكل حاد, ابعاد هذه المسألة. ولنأخذء على سبيل
العدد ‎١717-1175‏ تشرين الثاني / كانون الأول (نوفمبر/ ديسمبر ) 11177 لتُوُون فلسطيزية 515
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18242 (3 views)