شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 71)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 71)
- المحتوى
-
0 عبد الوهاب اللسيري
المثالء الالزاس واللورين. فقد كان يهود هذه المنطقة من الاشكناز الذين يتحدثون البيديشيه
ويشتغلون بالتجارة والربا غير مندمجين بمحيطهم الثقافي. وكانوا ينتمون الى التشكيل السياسي
الالماني» ثم انتقلوا الى التشكيل السياسي الفرنسي, ٠ ثم عادوا الى التشكيل السياسي الالماني مرة
اخرىء واستقر بهم المقام, بعد الحرب العالمية الاولى. كجزء من فرنساء ولا يمكن لأقلية ان تحدد
ولاءها وهويتها بما يتفق مع متطلبات الدولة القومية بسهولة في مثل هذا المناخ الذي تتغير فيه
المتطليات.
وقد كان الوضع اكثر سوءاً في «الجيب البولندي» الذي كان يضم معظم يهود العالم. فقد تم
تقسيم بولندا بين ثلاث دول مختلفة؛ واحدة منها سلافية (روسيا) والاثنتان جرمانيتان: وقد ضمّت
المانيا مقاطعة بوزن وألمنت يهودها؛ ولكنهم؛ مع هذاء ظلوا شرق اوروبيين وحينما هاجرت اعداد كبيرة
منهم الى المانياء أدت هجرتهم الى تغيير طابع يهود المانياء من طابع غرب اوروبي الى طابع شرق
اودو يي . اما يهود جاليشياء فظهر بينهم فريق ينادي بالثقافة الالمانية» وآخر ينادي بالثقافة البولندية,
وشالث بالثقافة العبرية. وكان يهود اوكرانيا متعددي الولاءات والثقافات ايضاً. . بعضهم اوكراني
والآخر روسي والثالث الماني والرابع بولندي. وريما لى تواجد اليهودب في بقعة جغرافية غير حدودية,
لاصبح من السهل تحديثهم ودمجهم, كما حدث ليهوب المانيا قبل الهجرة من شرق اوروياء وكما حدث
ليهوب انجلترا والولايات المتحدة الاميركية بعد الهجرة.
والحل الصهيوني بين الصهيونيين واليهود ينبع من هذه الخاصية الحدودية:» ويتقبلها. ولكن قبل
أن نتناول بنية الحل الصهيوني الحدودية؛ قد يكون مما له طرافته؛ ودلالته؛ ان نذكر أن اول مدّة
عقده؛ اعضاء «احباء صهيون» هو موؤتمر كاتوويتز. وقد عقد على الحدود بين المانيا وروسيا. وعقد
اول مؤتمر للمنظمة الصهيونية العالمية في بازل» في سويسرا » في بلد حدودي محايد: لأن يهود ميونخ»
التي كانت تضم واحداً من اكبر التجمعات اليهودية آنذاك, آثروا الاندماج ورفضوا الهامشية التي
تطرحها الصهيونية. كما ان هرتسل نفسه, الذي اكتشف الصيغة الصهيونية بين اليهودب. شخصية
حدودية في الدرجة الاولى. فهى اول من وسط اورويا التي تقع بين شرقها وغربهاء وكان ينتمي الى
الامبراطورية النمساوية المجرية متعددة الولاءات؛ وكان» شخصياًء مجري المولدء نمساوي النشأة,
يهودي المنزع ؛ وكان له ثلاثة اسماءء فكان يسمى زيف (مجري) وتيودور (الماني) وبنيامين (عبري).
وهى على الرغم من تعدد ولاءاته» كان هامشياً بالنسية اليها جميعاً . ولعل هذا رشحه لأن يكتشف
الصيغة الصهيونية الحدودية التي ترى اليهود جماعة حدودية. وعلى الرغم من ان الصهيونيين
يدعون؛ في بعض التصريحات: بأنهم سوف يطبعون اليهود ويخلّصونهم من هامشيتهم: الا ان البنية
الحقيقية للفكرة الصهيونية هي بنية حدودية: ان صح التعبير. فاليهودب - حسب الرؤية الصهيونية
المسيحية واليهودية شعب يقف على هامش التاريخ غير اليهودي, ولا يساهم فيه كثيراً. ٠ وهم
شخصيات هامشية طفيلية يجب التخلص منها. وكان يشار الى اليهود باعتبارهم مادة بشرية يمكنها
ان تضطلع بدور ريادي حدودي مفيد للحضارة الغربية. وقد كان ن ظهور محمد علي والقضاء عليه في
العام 186٠ النقطة الحاسمة في تاريخ الصهيونية؛ ان بدأت القوى الاستعمارية تكتشف خطورة
توطين المنطقة تحت قيادة محلية, الامر الذي يفقد فلسطين حدوديتهاء فسعت الى توطين اليهود
كعنصر حدودي فيهاء حتى تظل منطقة نفون غريية . وكان شافتسبري ينوه بفائدة العنصر اليهودي في
هذا المضمار. اما لوردنس اوليفانت: فقد طرح مشروعاً حدودياً بشكل مثير؛ ان اقترح اقامة خط سكة
حديد من استنابول الى بغداد؛ على ان تخصص مندصقة بعرض فدانين» على جانبي الطريق يوطن
فيها اليهود.
07 شْوُون فلسطيزية العدد ١77 - 1717» تشرين الثاني /كانون الأول (نوفمير/ ديسمير) ١541 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39482 (2 views)