شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 4)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 4)
المحتوى
لدعم العرب؟ لقد تصرف الكثيرون. خلال الأسابيع الماضية, انطلاقاً من أنهم يريدون
موقفا فلسطيئياً يدعم مواقنهم. و وألغيت. في خضم النقاش الحاد الذي دارء الفكرة
البديهية القائلة ان كثيراً من الجهد العربي يجب أن ينصب لدعم القضية الفلسطينية. حتى
لولم يكن الفلسطينيون قادرين أو راغبين بإعلان مواقف تدعم وجهات النظر العربية؛» في
التوقيت الذي يراه الآخرون مناسبا لمصالحهم .
نقول ذلك ونحن نمرف سلفاً. واستناداً إلى الوقائع . أن منظمة التحرير م 3 تتوان في
لحظة من اللحظات. عن تحديد الموقف الفلسطيني الرسمي في أي قضية من القضايا
المصيرية. ولكنها كانت تفعل ذلك دائماء انطلاقاً من فهمها هي للوقائع » وفي توقيت
تقرره بنفسها وتراه مناسبا لظروف حركتها السياسية .
إن إعلان الموقف من أي مبادرةء عربية كانت أم غير عربيةء هو مسؤولية فلسطينية
من الدرجة الأولى في الأهمية. ولكن المسألة ليست في ضرورة إعلان هذا الموقفء بل في
توقيت إعلانه» وفي كيفية إعلانه وفي صياغة السلوك الفلسطيني إزاء أي موقف. وهل
تحكم ذلك قواعد تنبع من الشروط المحيطة بالوضع الفلسطيني أم من الرغبات الرسمية
العربية؟ والاجابة على هذا السؤال هي التى تقر ر إلى حد بعيد, ماإذا كان أي جهد عربي
يبذل سيوضع في خدمة القضية الالسطينية: أم أن المطلوب هو أن تكون | القضية
الفلسطيئية في خدمة ذلك الجهد.
ولديناء في هذا السياق. مثل تاريخي بارز؛ ففي خضم المعركة حول قرار مجلس
الأمنء رقم 235147 قي العام 451 », تصرف الرئيس جمال عبد الناصر انطلاقاً من قاعدة
تقول: ان من حق الدول العربية أن تقبل القرار ومن حق الفلسطينيين أن يرفضوه. ومها
كان الرأي حول صحة هذه الصيغة أو خطئهاء فإن عبد الناصر كان يدرك أن الديبلوماسية
الفلسطينية. تملك هامشاً من الحركة, يجب أن يكون بالضرورة» أوسع من هامش الحركة
السياسية للأنظمة العربية» وأن تكبيل الثورة الفلسطينية بهامش التكتيكات التىتفرضها
أوضاع أي نظام بسبب ظروف الحرب». أو بسبب علاقاته الدولية, أمرٍ قد يكون مضراً
بالنضال الفلسطيني. بل وإن رفض الفلسطينيين للقرار قد يكون مفيداً للأنظمة العربية
نفسها. من أجل ضبط عملية المساومة حتى لا تنزلق إلى مهاو غير محسوبة.
القضية الثانية التي أثارتها المناقشات حول البادرة السعودية؛ هي أهمية الربط بين
المبادىء وبين التحريك الميداني للوضع . فالديبلوماسية لم تكن أبداً ولن تكون حواراً في
الغُرف بل هي تبادل في المصالح. ‎٠»‏ تفرض نتائجه موازين القوى على أرض الواقع . وأي
مبادرة عر بية. تحتاج لكي تنجح إلى إحداث حملة من المتغيرات تكسر واقع الجمود
القائم . إن وضع الخطط لتطبيق شعار بناء «التوازن الاستراتيجي» مع أسرائيل على ضوء
خروج مصر من ساحة الصراع. هو مدخل لابد منه الجعل أي مبادرة عربية قابلة
للتنفيذ. إن إنشاء قيادة عربية عسكرية موحدة. هو خطوة على الطريق نفسه. إن
تاريخ
ديسمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39480 (2 views)