شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 75)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 75)
المحتوى
يعلل كثير من المؤرخين والكتاب» موافقة الرئيس ويلسون على الوعدء بتأثره الشديد
بالقاضي برانديسء الزعيم الصهيوني الأول: في ذلك الوقت «إذ يذكر سايكسء في كتابه:
«دراستان في الفضيلة»: ان ويلسون كان مرتبطاً مع برانديس: بروابط وثيقة جداً؛ وان
مستقبل الرئيسء في أولى أيامه, كان كما يروي سايكس قد أنقذ على يدي برأنديس,
ولذلك كان ويلسون مديناً له بمستقبله السياسي. ومع أهمية هذا السبب ووجاهته, إلا أنه
لايبدو مقنعاًء لسبب وحيدء وخاصة. أن اثنين من كبار رجالات الإدارة قد اعترضا على
الوعد. وقدم أحدهما «لاتسيغ» أسباباً مقنعة وموضوعية لرفضه. فاليهود ليسوا متحدين
في المطالبة بوطن قوميء كما أن أميركا ليست في حالة حرب مع تركياء والحكمة السياسية
تقتضي العملء بكل الوسائل, لتحييدها.
قد يستغرب البعض حين يعود لمبادىء ويلسون الأربعة عشرء من موافقته على وعد
كوعد بلفور. فقد أعلن الرئيس تلك المبادىء أمام الكونغرس الأميركي في كانون الثاني
(يناير) 1514ء وفيهاء رفض حق الحصول على مكاسب إقليمية. وأدان عقد الاتفاقات
السرية, وأعلن في البند الخامس» حق تقرير المصير للشعوبء وفي البند الثاني عشرء أعلن
حق التطور المستقل للقوميات. غير التركية» في الإمبراطورية العثمانية١').‏ وذلك يفترض
أن يعني حق العرب والفلسطينيين: في التطور المستقلء كقومية غير تركية, وكشعب له حق
تقرير المصير.
إلا أن المثاليات التي أعلنها الرؤساء الأميركيون, ‎٠‏ لم تكن إلا غطاءاً لطامع
استعمارية. ذلك أن ويلسون نفسه؛ ورغم مبادئه المعلنة, أيد علناً موقف بريطانياء من
ثورة مصر عام 5١5١ء‏ وحطم الحركة الوطنية في الفيليبين. حتى أن الجنرال سميث
الأميركي» الذي كلف بتحطيم الحركة الوطنية في الفيليبين عام ‎,١57١‏ أصدر أمراً لقواته
جاء فيه: «إنني لا أريد أسرىء فأنا أريدكم أن تحرقوا وتقتلوا. وكلما زدتم الحرق
والقتل, كلما جلبتم السرور إلى قلبي»"©).
وفي مؤتمر السلام الذي عقد في باريس, حمل ممثل أميركا اقتراحاً باستثناء فلسطين
من أية محاولةء لإعطاء العرب الإستقلال50'). ذلك أن العرب مازالوا بحاجة للاستشارة
الإداريةء وبحاجة لمساعدة دولية؛ منتدبة من عصبة الأمم. على شكل هيئة دولية» تشرف
على شؤوتهم إلى أن يصبحوا قادرين على المسير وحدهم. لذلك فإن موقف الرئيس ويلسون
كان في جانب منه, دعماً للمصالح الاستعمارية التي كانت في طور النموء وفي جانب آخر,
كان تأثراً بالقاضي برانديسء وبأصوات اليهود التي تحولت للديمقراطيين: وكانت سبباً من
أسباب عديدة, لنجاح الرئيس ويلسون.
مؤتمر السلام في باريس
تحرك الرئيس ويلسون2» خطوتين إلى الأمامء قبيل المؤتمر وأثناءه. باتجاه تأ
المطالب الصهيونية في فلسطين. فقد يدا أن قرنسا تريد المطالبة بتطبيق البنود السوية؛
لاتفاقية «سايكس بيكو» السالفة الذكر؛ والتي أعطت فرنساء كما ذكرناء الجليل الأعلى»
ودوراً حاسماً في الوضع الدولي القادم لفلسطين. عندها بعث برانديس برسالة للرئيس
326
تاريخ
ديسمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)