شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 99)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 99)
المحتوى
المغرب العربي: التعايش التاريخي
بين العرب و اليهود
د. شكري انجار
درج الكتّاب الصهيونيون والمتأثرون بهم على المبالغة في تصوير ألوان الاضطهاد
التي تعرض لها اليهود في مختلف أقطار العالم وعلى مدى التاريخ: فتجاهلوا الازدهار
الذي شهده أبناء الطائفة اليهود في البلاد العربية» خلال العصور الوسطىء» وحتى بعد
قيام الدولة الاسرائيلية في بعض البلاد العربية. وفي عرضنا هذاء سنتتاول أقطار المغرب
العربي التي كانت من أهم المناطق التى أوت اليها الجالية اليهودية الفارّة من وجه
الاضطهاد في اوروبا. وقد نتج عن ذلك أن بلغ عدد اليهود في المغرب حوالي نصف مليون
نسمةء قبيل إنشاء اسرائيل. ولذلك, فإن دراسة أحوالهم ودورهم تستحق بعض العناية,
لاسيما وأن الدراسات حول هذا الموضوع قليلة» بل نادرة, ريما عن قصد لتشويه هذه
الظاهرة المنافية, أساساً. للادعاءات الصهيونية.
وفي هذا المجال. يحضرنا قول للعالم اليهوديء ابراهام هكلنء في كتابه: الانصهار
العظيم: «كان اليهودي في العالم العربي يشعر بالكفاية والأمن والطمأنينة دون أن يحتاج
إلى صهر شخصيته في سكان فلسطين وأرضها. في هذا العالم؛ كان اليهودي يحسٌ أنه
ينزل في وطنه ويقيم بين أهله. لقد كان آمنا ومطمئناً ومندمجاً في هذا العالم ومتفائلا
بمستقبله. واختبارات اليهود خلال القرون التي ساد فيها الحكم العربي تشكّل مرحلة
ذات مغزى ومعنى عظيمين من مراحل الانجازات العلمية والاجتماعية التي أنجزها أفراد
الطائفة اليهودية»(). كما يحضرنا قول آخر لمؤرخ بريطاني يهودي كبيرء نيقل باربورء
يذكر فيه: «كان اليهود أسعد حالاً تحت الحكم الاسلامي منهم تحت الحكم المسيحي
الأوروبي. واسبانيا تقدم مثلاً للمركز الممتاز الذي كان يتمتع به اليهودي في العالم
الاسلامى»9). هذاء فضلاٌ عن الشهادات في التسامح العربى حول المخالفين لمبدأ الدين
أى العقيدة لصاحب السلطة في الحكم, والتي أتى على ذكرها كبار المؤرخين من غوستاف
لوبون إلى أرنولد توينبي. ش
19
تاريخ
ديسمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36100 (2 views)