شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 101)
- المحتوى
-
المسؤولية الجماعية عن اليهود؛ ففي الماضيء. كان إذا امتنع أحدهم عن تأدية الضريبة
المفروضة؛. أنزلت غرامة بالطائفة اليهودية تتحملها على سبيل التضامن. كذلك أصدر
القانون الأساسيء سنة /1851., مقرَّاً مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات لكل المواطنين
على السواء. ثم صدر أول دستور تونسي يكفل المساواة أيضاً أمام القضاءء فأصبح
اليهودي التونسي جزءاً لايتجزأ من مجتمعه.
وكان يمكن أن يبقى التعيش العربياليهودي سليماً بعد دخول الاستعمار الفرنسي
إلى المغرب العربي لو لم يمارس هذا الاستعمار سياسة التفرقة العنصرية والدينية التي
أفسحت المجال رحباً للصهيونية لتفسدء ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً. الثعايش الذي امتد
مئات السنين بين أبناء المجتمع الواحد.
ومنذ دخولهمء اعتبر الفرنسيون أن اليهود طائفة منفصلة عن مجموع السكان
المسلمين. ولو أنها مشتركة معهم في الخضوع للادارة الجديدة. وظهر ميل ظاهر لإدماج
اليهون في البيئة الفرنسية وسلخهم عن بيئتهم الطبيعيةء فأخذ اليهود المبادرة نحى تلك
السياسةء فعبّروا عن استعدادهم للخضوع للقوانين المدنية الفرنسية شريطة عدم
تعارضها مع الشريعة الموسوية. وبناء على ذلك: حددت اختصاصات المحاكم الحاخامية
التي كانت تفصل في مختلف الشؤون في العهد السابق» بحيث صارت تقتصر على الأحوال
الشخصيّة. وألغي منصب رئيس الطائفة اليهودية العام 1571: ونقلت اختصاصاته
الباقية إلى رئيس البلدية الفرنسي الجنسية. ثم صدرتء فيما بعد, عدة قوانين كان هدفها
التقريب بين الشؤون الدينية والمدنية عند اليهودء بغية تسهيل سياسة الإدماج في البيئة
الفرنسيةء أو على الأقل؛ تكوين بيئة خاصة بهم. فأسست مجالس للتوجية والتعليم تتكون
من أعضاء دينيين ومدنيين غايتها سحب اليهود بالتدريج من ثقافتهم التقليدية إلى ثقافة
مغايرة وجديدة. وكانت هذه خطوة أولى ضروريةء على مايظهرء. قبل أن تصدر قوانين
تجنيس اليهود. أي منحهم حق المواطنية الفرنسية.
وبعد تجنيسهم. اتخذ نابليون الثالث خطوات أخرى نحو الادماجء فعينهم في
الراكز الحساسة ضمن الدولة؛ حيث أخذوا ينعمون بخيراتها والاستئثار بسلطانهاء مما
أثار نقمة سائر المواطنين ضدهم الاسيما بعد تزايد الهجرة اليهودية من فرنسا ودول
اوروبية أخرىء بسبب تمتّع اليهود بامتيازات وفقرها لهم حصولهم على الجنسية
الفرنسية.
لقد نتج عن هذا الوضع القانوني والاقتصادي. الميّز لليهودء أن أحييت الشخصية
اليهودية» وليس الفرنسية كما كان يظنّ؛ مما يتفق وأهداف الصهيونية. فتجنيس اليهود
واعطاؤهم كل الامتيازات الممنوحة للفرنسيين الأصليين لم يؤْد إلى تحقيق الانسجام حتى
بينهم وبين المستوطنين أنفسهم. فتجلّت نزعة اليهود ضد إخوانهم في الجنسية,
المستوطنين,. أول الأمرء بمناسبة قضية الضابط اليهودي دريفوس؛ إذ أيّد اليهود هذا
الضابط. بينما استنكر أعماله سائر الفرنسيين المستوطنينء باعتبار أنه خان الوطن
الفرنسي... لدرجة أنهم دبروا مظاهرات ضد اليهود في الجزائر سنة .١1894 وصادف أن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 121
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)