شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 103)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 103)
- المحتوى
-
استغلتها اسرائيل لتسريع هذه الهجرة. ومحاولة غسل أدمغة اليهود الذين أصرّوا على
البقاء في أوطانهم التى عاشوا فيها.
والواقع أن الصهيونية بدأت تمارس نشاطها بين يهود المغرب العربي في
الأربعينات, واستطاعت أن تثير بعض حوادث الاحتكاك. ولكنه لم يكن من مصلحة اليهود
المتمتعين بالرخاء والمساواة المغامرة في المجتمع الاسرائيلي القلق. وما أن لاح استقلال
المغرب في الأفق حتى جددت الصهيونية حملتها الدعاوية. فكانت تشيع بينهم أنه من
الأفضل لهم مغادرة البلاد فوراً قبل أن تتخذ حكومات المغرب الإجراءات لمنع الهجرة.
ورغم أن هذه الحكومات قد بذلت جهوداً كبيرة لمنع التعرض لليهود بأي أذى: إلا أن
نشاط الأجهزة الصهيونية كان أقوى منهاء فأخذت الجاليات اليهودية تتناقص باستمرارء
حيث وصلت في المغرب. مثلاًء إلى 5 ألفاًء وهي لا تزال أكبر جالية يهودية في بلد عربي.
من الواضح ان الاندثار المقدر للجاليات اليهودية؛ في بلاد المغرب العربيء لايرجع
إلى أي لون من ألوان سوء المعاملة, بل إلى مفهوم الصهيونية العنصرية التي من الصعب
أن تتعايش حتى مع اليهود غير الصهيونيين الذين لايشاطرونها نظرتها .إك الآخرين.
لهذاء فعندما يتحدث عربي إلى غير عربي عن القضية الفلسطينية دون أن يكون ملمّاً
بالنموذج الصهيوني, يعترضهما دائماً حائط مسدودء فيما يتعلق بالحاضر. فقد يتفق
الأجنبي مع العربيء أو قد يبدي عطفه وتفهمهء فيما يختص بل ماضي؛ إلا أن الحديث عن
القضية. في أبعادها الحاضرة والمستقبلة,. يؤول بهما إلى الافتراقء إذا لم يأخذا بعين
الاعتبار طبيعة الكيان الصهيوني.
من الحائط المسدود هذاء يستحسن الاستطراد قليلاً. لنرى أسس التفكير
الصهيوني فيما يختص بإمكانية التعايش اليهودي مع غير اليهودي. لقد تبين أنه بإمكان
اليهودء غير الصهيونيينء التعايش مع مختلف الطوائف الأخرى؛ وخير مثال لذلك الحالة
الاجتماعية والاقتصادية التي كانوا عليها في مختلف البلاد العربية؛ قبل احداث التقسيم
وما تبعهاء لاسيما في المغرب العربي. فالسؤال المطروح, إذاً» لماذا تقف الايديولوجية
الصهيونية عائقاً أمام تعايش اليهودء مع غيرهم من الناس في العالم كلّه؟
الأصل في ذلكء على ما نعتقدء هو في عقدة الانفصال عن البشر والامتياز على أمم العالم,
هذه العقدة التي اتخذت طريقهاء وأصبحت عاملاً أساسياً في تكوين الفكر الصهيوني: عن
طريق الانساب والأعراق» والذكريات الدينية والسياسية التي تضخمت مع الزمنء على
الرغم من أن جميع البحوث الاجتماعية والتاريخية والانتربولوجية تؤكد أن اليهودي يعتبر
من أبعد الجماعات البشرية عن النقاء العنصري الذي تدعيه الصهيونية. وفي ذلك, يقول
العلامة السويسري أوجين بيتار: «ان جميع اليهودء في نظر علماء الانتربولوجياء على
الرغم من كل مايدعيه اليهود المنضوون تحت الفكرة العنصرية الاسرائيلية بعيدون عن
الانتماء 'جنس يهودي'(*2». وكما يقول أرنست رينان: «لاتوجد سحنة يهودية بل هناك
عدة سحنات يهودية»(). ولكن الخرافة قد تكون أقوى أثراً في خلق النفسية العنصرية - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 121
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)