شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 107)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 107)
المحتوى
ابوشرار وحنا مقبل و... أنا. كان الوقت ظهراً, ونحن نمضي نحو المجهول... بيروت
نعرفها ولا تعرفها... كل منا زارها على طريقته الخاصة يوماً لكننا لم نخطط, في غابر
الأيامء لنقيم فيها... آخر يوم من ايام السنة الميلادية. من عام ‎...١191١‏ يبدو انني آخر
من كان يفكر في نهاية العام او بداية عام جديد... كنت في إذاعة الثورة الفلسطينية في
درعا.. . الإذاعة كانت بيتاً من خمس حجرات. ... حجرة وضعت فيها اجهزة اليث وثانية
وضع فيهاً الاستوديو والثالثة كانت للاستماع والتقاط الإشارات والبرقيات... اما الغرفتان
الأخريان: فكانتا للنوم والمعيشة والكتابة وخلاق ذلك... ثم نشاء فيما بعدء أسفل البيت
استوديو صغير أفرغ مكاناً جديداً للنوم. في هذا الجو لم نكن نحتاج للملابسنا... «البيجامة»
كانت اللباس المعتاد. وفي احسن الأحوال ملابس الرياضة... لا احد حولنا سوى بيوت
متناثرة تبدى على البعد محافظة تغلق على نفسها منذ الساعات المبكرة من المساء وقسطاً
كبيراً من النهار. في تلك الإذاعة التي نشأت على عجل بعد أحداث ايلول الأسود عام
, عملنا معاً فؤاد ياسين ورسمي ابوعلي وعزمي خميس وعيسى الشعيبي... وانا؛
وذلك بخلاف المهندس واثنين من المناضلين في الاستماع السياسي هما نمر وعبد الغني. ثم
بعد ذلك بأشهر التحق بالإذاعة احمد عبد الرحمن وعلي فياض... حيث غادرناهاء عزمي
خميس ورسمي ابوعلي واناء إلى القاهرة, ثم عدنا لشهر ونصفء طلب إلي بعدها التحرّك
إلى دمشق. لملمت ثيابي المتواضعة في حقيبة اكثر تواضعاً. ومضيت.
في إذاعة درعاء مر بنا ماجد مرتين... لكنه لميكن يمكث طويلاً. مرة كان مع
«ابو اللطف», ومرة اخرى كان معه الشهيد علي حسن سلامة. في ذلك الوقتء كان لي مع
ماجد حديث مقتضب لكنه حديث عن الإعلام وفي السياسة وحولهما... عندما وصلت إلى
دمشقء توجّهت إلى مقر جريدة «فتح» الذي يقع في الشارع الرئيسي المتقاطع مع شارع
الصالحية الدمشقى المشهور... قال ماجد حينما وصلت... كنا ننتظرك هيا بنا لنتحرّك...
واثناء هبوطنا الدرجء قال نذهب إلى بيروتء نقيم إعلاماً هناك سوف نناقش الأمر في
الطريق... امامنا متسع من الوقت.
الأرض من حولناء بيضاء ناصعة البياضء وقطع الجبل تبرز حادة تعكس بقايا
شمس تسللت من خلف الغيوم. .. «أعرف ان مهمتنا صعبة؛ لهذا اخترت لها من اعتقد
انهم قادرون عليها...» ثم التفت إلكي ماجد ضاحكاً... قال: «هل تذكر حين جتتكم إلى
الإذاعة في القاهرة اول مرة؟ في ذلك الوقت كنتم أعددتم خطتكم اليومية» وورّْعتم المواد
على المعلقين.. .. وكتيت مواد سلمتها لمسؤولٍ الإذاعة... يومها أذاع المادة. وعندما سلمته
مادة اخرى في اليوم الثانيء قال لي محرجاً: أنت بعيد عن جونا واسلوينا في العمل...
فهمت الموقف تماماً... يجب ان نكون إنسانيين في كل وقت... لم أشأ ان اركب رأسي..
كنتم في الإذاعة تعيشون منغلقين على انفسكم... اعتدتم اسلوب بعضكم البعض.
وأصبحتم في اللاوعي ترفضون كل جديد... أسرد هذه الواقعة لأنني لا اريد لاعلامنا
المقبل ان يقع في المأزق نفسه... دماء جديدة ينبغي ان تغذي الاعلام اليومي... شمول في
النظر وفي الفكر واسفارء وممارسة... لاتكلس ولا جمود... في القاهرة. كنتم تعيشون
يومكم في الإذاعة. ثم تخرجون إلى شارع الشريفين فشارع قصر النيل او سليمان باشاء
تاريخ
ديسمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7176 (4 views)