شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 124)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 124)
المحتوى
الاعتيادي. الناتج عن الانتقال الطبيعي لأفراد ومجموعات من فئات اجتماعية مختلفة الى صفوف العمل
ال
جور.
لقد حقق الاحتلال هدفين مترابطين, من خلال هذه الزيادة التي شبّعها كثيراً في البداية وهما:
أولً: تحقيق أقصى ربح لأرباب العمل الاسرائيلي. ففي الوقت الذي لاحقوق قانونية للعمال العرب
(الا بشكل محدود جدأً), عليهم أن يمارسوا أسوأ أنواع العمل» والتي يأنف اليهود» ويالذات الغربيون
منهمء من ممارستها. وللتدليل على مستوى الربح الذي يجنيه أرياب العمل الاسرائيليون أكتفي بإيراد هذه
النسبة: نسبة دخل العرب العاملين في اسرائيل ”“/ من نسبة دخل كل العاملين في اسرائيل: في الوقت
الذي يمون ‎٠‏ بالمئة من عددهم. (عادل سمارة, اقتصاديات الجوع في الضفة والقطاعء دار مفتاح, بلا
تاريخ اص 0164
فريسة الجوع, » على الأقل في الفترة الأولى للاحتلال. وعلى الرغم من تدني مداخيل العرب» إلا 0 تشكل
‎77١‏ من الناتج الوطني الاجمالي للمناطق المحتلة (المصدر ذفسسه). كذلك فإن تشغيل العرب يسهم,
برأي الاحتلال؛ في خلق حالة تعايش معه.
وف هذا المجال. لايسعنا الاكتفاء بأحد العاملين, أو التركيز عليه على حساب الآخرء لأآن لكليهما
أهمية خاصة في تحقيق المعادلة المزدوجة... كما أنه لا يسعنا الاستناد إلى هدفي الاحتلال للوصول الى نتيجة
مؤداها اعتبار أن مايجري هى لمصلحة الاحتلال من جانب واحدء ومن ثم إهمال النتائج الموضوعية التي
جرت في الواقع, والتي هي عبارة عن ازدياد عدد أفراد الطبقة العاملة, الذي شمل أنتقال أجزاء لايستهان
بها من الطبقات الأخرى (فلاحين وأرباب عمل...) إلى صفوف العمل المأجورء وهي حقيقة التقى عندها كل
من مصلح وجفال. إلا أنهما اختلفا في النتائج المترتبة على هذه العملية. ففي الوقت الذي اعتبر جقال أن
. النتيجة المنطقية الوحيدة لما يجري هو ازديادت حجم ووزن الطبقة العاملة وتحسن مزاياها وتحول أجزاء
منها الى بروليتاريا.. تضع مصلح اشتراطات على هذه العملية. تكاد تصل بها الى اعتبار وجود الطبقة
العاملة. كطبقة, مرهوناً بنمو اقتصاد المناطق المحتلة وجذب هذه الطبقة له.
ومع أنني أقرب أكثر إلى رأي الدكتور جفالء إلا أنني أضع بعض المحاذير والحدود على كلامه. فمن
الصحيح القول: إن الطبقة العاملة تكبرء ووزنها يتزايد في النضالء ولكن إلى أي حد تم كل ذلك الى الآنء
وهل سيسير بشكل حتمي وبالمستوى والمعدلات نقسها كما هو الحال في الدول الرأسمالية؛ أم أن ماجرى
اهو حتى الآنء وضع القدم على أول الطريق» في خطوة واثقة, ثقتنا بجذرية هذه الطبقة وبارتباط مصالحها
بأعمق مصالح الشعب. إلا أن هذه الخطوة لايمكن أن تختصر نهاية الطريقء فالعوائق كبيرة وتناقضات
الاحتلال ومن قبله تناقضات الاقتصاد الاسرائيلي نفسه أكبر...
عندما تحدث لينين عن تطور الرأسمالية في روسياء أكد أن الانتقال إلى صفوف العمل المأجور بحد
ذاته خطوة تقدمية. مهما صاحبه من اختلالات على صعيد البنية الاجتماعية. وفي معرض رده على
الشعوييين نراه ينظر الى عملية «بلترة الفلاحين» على أنها عملية تقدمية. مع ذلك فقد ركز في الوقت نفسه
على مناقشة التناقضات الاجتماعية الاقتصادية الشاملة التي تختزنها الرأسمالية: والتي ستؤدي بالضرورة
الى الكثير من التفاوت في المسيرة. ‎١‏
وفي واقعنا يبدو الموضوع أكثر تعقيداً. فليس هناك زأسمالية فلسطينية عادية تُبنى وتنشاً
مواجهتها الطبقة العاملة, بل أن الموضوع أكثر تشابكاً بكثي مما يجعله بحاجة أكبر للتعمق في
خصوصياته, ولطبيعة التشكل الجاري صنعه على أرضية الادراك العميق بأن زيادة العمل المأجور
خطوة تقدمية, على الرغم من كل الشوائب المحيطة بهذه العملية.
4 4
١5
تاريخ
ديسمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10633 (4 views)