شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 125)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 125)
- المحتوى
-
وقبل أن أناقش كيف فهمت مصلح, ومن ثم جفال وأبو عيطة. هذه العملية. سأناقش رأياً كان
الأوسع انتشاراً في بداية الاحتلال: وهى أن نتائج هذه الخطوة «التقدمية» هي غير تقدمية, بل أنها توّدي
إلى تحطيم بنية المجتمع القديم. فالبعض يعتبر أن الانتقال الواسع للفلاحين للعمل في السوق الاسرائيلية
سيؤّدي الى تدمير القرية. كوحدة انتاج أساسية في المناطق المحتلة» ومن ثم بداية تفكك العلاقات القديمة
تحت وطأة البحث عن فرص العمل لكل فردء رجل أو امرأة وانحلال العلاقات العامة في القرية بأسسها
التعاونية في العمل الزراعيء والمشاركة في الأنشطة الروحية للقرية» وما يظل بالمقابل هو الترابط الحامولي
وحده والذي لا يجِسّد الا التخلف..
ويعتبر الاستكمال المنطقي لهذا الرأي, اعتيار ضعف دور الأرض كمعيل للفلاح, يضعف دوره فق
مواجهة مصادرتها أو استيطانهاء وذلك بعد أن يكون قد أهمل العمل فيها مدة من الزمن.
لقد كان لهذا المنطق ماييرره :في بداية الاحتلال» عندما وجدت دعوات وطنية صادقة تهدف إلى منع
التعايش مع المحتلين بأي ثمن. أما الآن وبعد هذه السنواتء فلم يعد ممكناً اعتبار أساس مشكلة من هذا
النوع عائداً لانتقال العامل العربي للعمل في السوق الاسرائيلية؛ بل إنها بالفعل أبعد من ذلك بكثير.
وتتلخص الأسباب العميقة لترك العمل في الأرض بالتالي:
(1) البطالة والبطالة المقنعة اللتان أشرنا إليهما في البداية.
(ب) انتقال أمراض الاقتصاد والمجتمع الرأسمالي الاسرائيلي إلى المناطق المحتلة. أي إلى مجتمع
متخلف, الأمر الذي يجعلها توّثر تأثيراً شديداً؛ بحيث تظهر التشوهات بشكل كبير, كالتضخم مثلاً. وما
يترتب عليه من نتائج وتشوهات اجتماعية هائلة. ولنا أن ننظر إلى نتائج موجة الغلاء الفاحش في كل شيءء
وبالذات في وسائل الانتاج «أدوات الزراعة, الحرث... إلخ» مما يحول دون قدرة الفلاح على اقتنائها...
'(ج) تحكم الأردن من جهة؛ واسرائيل من الجهة الاخرىء في القدرة على تصدير المنتوجات الزراعية
مما يجعل الفلاح غير أمين على تتائج جهده المكلف جداً.
( د ) يبقى الفلا دوماً خائفاً من فقدان أرضه عن طريق المصادرة أى الاستيطان, مما يدفعه للبحث
مبكراً عن وسائل عيش أخرى.
وهكذا لايجوز الخلط بين هذه العوامل الرئيسية وعامل تحوّل . الفلاحين الى عمال بأجرء الذي هوبحد
ذاته نتيجة لكل العوامل السايقة
وإذا عدنا إلى كيفية فهم كل من مصاح وجفال وأبي عيطة لعملية التحول هذهء فإننا نرى أن روز
مصلح ترى أن مجرد تشكيل طبقة عاملة فلسطينية مرهون بتطوير اقتصاد المناطق المحتلة. فهي تقول:
«كما أن السعي المتواصل للبحث عن فرص عمل مناسبة خارج اقتصاد المناطق المحتلة نفسهاء أدى إلى
عدم ثبات واستقرار في القوة العاملة في هذه المناطق, ذاد من امكانية اعتمادها على الأطفال والنساءء مما
يعيق امكانية تشكيل طبقة عاملة فلسطينية. والواضح أن تحقيق ذلك مرهون بتطوير اقتصاد المناطق
المحتلة نفسهاء وقدرته على الحفاظ على القوة العاملة التي يستخدمها...» (شؤون فلسطينية. العدد ,3١19
ص .)١٠١ أي انها باختصار تريد تطوراً طبقياً نموذجياً: رأسمالية فلسطينية على أرض فلسطينية تتكون
بمقابلها طبقة عاملة فلسطينية» وإذا اختل أحد هذه الشروط بطلت العملية من أصلهاء مهملة بذلك أن
عدداً من الدول المتخلفة والمستعمرات بشكل خاص قد شهدت نمى طبقة عاملة في مصانع ومشاريع لأطراف
غير محلية..
وتطرح مصلح هذا الفهم, ؛ في الوقت الذي تتحدث فيه هي نفسهاء ٠» وقبل هذا المقتطف بصفحتين, عن
توجه واضح للعمال نحى الثيات, وأن حت لحل عاملاً قد عملوا لدة تزيد على ثلاث سنوات عند رب العمل
الأخير منهم /1794/1 عملوا لمدة تزيد على ست سنوأات في إسرائيل...
15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 121
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)