شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 181)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 181)
- المحتوى
-
وإذا كانت «النهايات مفتوحة دائماً والبدايات مغلقة»؛ كما يقول الشاعر العراقي سعدي يوسفء فهي
إذ تباشر الحركة لابد لها من أن تمرّ «قرب صغصاف برك سليمان» وأشجار الكرم وثمار الرمان..
والقصيدة؛ إذ تبدأ بزمنء فهي تشير إلى «المنفى الرابع» للشاعر في صوفيا المسوّرة بجبال الفيتوشاء حيث
يمتزج التواطن المؤقت بعمق الاستفادة من تجرية الشعر والثورة, فيصبح من الطبيعي إذاً:
أن أجمع عيد الرحيم محمود
المضرج بدمه قرب الشجرة
مع نيكولا فابتساروف
المشرئب العنق باتجاه المقصلة.
فالبداية» وهي توّشر عداداً رقمياً لفعلهاء لاتنسلخ عن مسميات الأرض وثمارهاء مما يجعل هذا الهم
يتخذ تشكيلاً جمالياً في الديوان» ويمر هذا الجمع بتأكيد الرفض للواقع المأساة, المتجسّدة بسياسة
وفي مسار القصيدة الواحدة, هناك أكثر من تناغم عبر اضطراد حي تنفلت وحدته أحياناً. ليعاد
تركيبه ضمن وحدة أكثر تناسقاً ترتقي في نموها انسجاماً مع المسار الموضوعي للفعل التاريخي والقزى
المحركة له: «ثورة تفرٌ من سجون السافاك. لتغرز السكاكين في وجه من قتلوا صديقي. تحت شجرة
وهذا الانفلاتء موّشر بعلامات جغرافية, في مكان محدد بزمن يدخل تاريخ الشاعر الذي يرصف
الواقع بموسيقى تتميز بترديد اسم «جفرا» و«أم علي النصراوية» جنباً إلى جنب مع «الخليل» و«بنات
الخليل» و «حلحول» و دكثعان» ى «ياجس أبى عطوان» و«أسامة العريس».. إلخ.
إن الدخول في «أحراش» الديوان لكثافته ليس تيهاء إنما هى متعة لاتخلى من تذكير بماساة «سوف
تبكينا»؛ يتعمّد المناصرة تقطيعها كزرقة درامية في مسرحية تمثل يومياًء حيث يمتزج بكاء الأمهات الناعيات
فلذات أكيادهن بمواويل الأعراسء فهناك تقاطع ضمن موسيقى الكلمات المترددة بين الحوارات ونشيجهاء
حيث أن «آه. ويلي- آه» في رقص «أم علي النصراوية», تخثلف عن «آه ويلي آه» في «أيلول
السبعين». وبرأيي» فالشاعرء في غنائيته الحزينة هذهء يمنح الألم الشعبي عبر عناصره الفولكلورية مقاومة
له بعد البلوى. فالعلاقة المتشكلة بين الموضوع والذات المنتفضة لايمكن إعطاؤها مقياساً رياضياًء وان
كانت هي انعكاسا لواقع له أبعاد حسابية خارجة عن إرادة الذات؛ لكن بتكوينها تصبح أنموذجاً علاقة,
صورة تختلف كليا عما هو مستفسخ بشكل مباشر, أ مايمكن أن يظهر في المرآة الطبيعية؛ لأول وهلة؛
هو انعكاس للمنعكس الذي يبحث عن شكله في ماء الزئيق.
هذا التشكل. يمكن أن تكون له ذاته الخاصة به في حالة تصويره بالكاميراء ذات تجد لها في ورق
الصورة الحاملة جوهراً كلياًء يختلف عما كان ينظر في المرآة, لما له من خاصية حية, تجد تعقيدها الراقى
في صراعها الاجتماعي (مع تفرعاته). الذي لايبقى عند لحظة التصور أمام المرآة. بل يعيد تشكله في
الزمن الصاعد من الماضي -عير الحاضر تدو المستقبل.
بهذه العلاقة فقطء يمكن أن تتميز الغنائية الحقة. حقة كونها قادرة أن تفهم مفاتيح الواقع التى
لم يسبكها حداد, فيستحوذ عليها الملك ليحفظ مافي خزانته, بل هي الموجود الذي لايدرك بالفطرة, إنما
بالتجربة من استخلاص دروس الماضيء ماضينا نحن وكل ما امتلكته البشرية التى أنجزت ما نحن عليه
الآن منذ عقود.. ولئلا تشتبك العلامات؛ ففي دخولنا في موضوعة تشكل وعي علاقة الشاعر (الانسان)
الذي يغري في تعليله تحليل دينامية الانعكاس الراقية عند الذات (الواعية أي عبر علاقتها) لوجودهاء
للسعي نحى تغييره.
148١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 121
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)