شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 208)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 208)
- المحتوى
-
الدولية. فشخصية القائد في دولة مثل مصرء تلعب
دوراً هاما في تقرير سياسة البلاد. فالرئيس
السادات نفسه. اعلن عن تمسكه يخطى
عبد الناصر منذ سنة ,1917١ لكنهء وخلال سنوات
قليلة,. غير السياسة الداخلية والخارجية لمصر
مشكل كبير. واذا كان الرئيس الجديد لا يستطيع
أن يذهب بعيداً بسبب علاقاته «الجدية» مع
الولايات المتحدة, و«التقييدات» المفروضة عليه,
قإن التخوف من «التحول» بعد نيسان (ابريل)
14 هو تخوف «قائم حتى مع بقاء السادات
حياء (يهودا شعاري. يديعوت احرونوت,
681/٠١4 ). ومما يعزز هذا الاعتقاد. عند
الاسرائيليين. ان ميارك ليس السادات, وهى
لايمتلك قدرته على المناورةء وتنقصه «الصلاحية,
العالمية و«الصلاحية» المصرية الكبيرة التي كانت
للسادات. وحتى الآن لا يمكن معرفة مدى قدرته
على امتلاك «قوة الصلاحيات السياسية والقومية»
ميخائيل اسافء دافا ؟؟/١١/1941).
والى جانب دور القائد في دول .العالم الثالث,
هناك طبيعة «عدم» الاستقرار التى تمتان بها تلك
الدول. ففي دولة مثل مصرء يعد عدم الاستقرار
فيها قضية «جوهرية» وليس ظاهرة «عايرة».
وحسب تحليل المصادر الاسرائيلية2» فإن الواقع
المصري «يخلق» مشكلات اقتصادية وديموغرافية
أساسية «تثغذى» عليها المعارضة المتزايدة من
اليمين ومن اليسار. وقد تمثلت تلك المشكلات في
مصرء خلال السنوات الماضية بمايلي:
وهجرة السكان من القرية الى المدينة.
؟" عدم التوافق بين نسبة النمى الاقتصادي
وزيادة عدد السكان.
؟ النقص في القوة البشرية الموّهلة
والمخلصة, التي تشكل اساس التطور التكنولوجي
والاداريء اضافة: الى الفائتض في المثقفين الذين
يفتقرون الى التأهيل المناسب. ويحمل الانتقال
الكثيف من الريف الى المدينة, ازمة اجتماعية
حضارية «يؤدي الى ازدهار التعصب الديني»
(داني زامير عل همشمار. ؟١/ .)00941/٠١ 2
ويولد الثمو الاقتصادي السريع استقطابا
اجتماعيا عميقا. وتشكل جميع هذه الامور
«القاعدة» للغليان لدى المعارضة. وان التجربة
الايرانية تعلم؛ انه حتى الجيش المنضبط والقوي
«لايكون محصناً امام جرثومة التعصب الديني»؛
وتلقى ظوامر عدم الاستقرار هذه. الدعم
والاستغلال من قبل اوساط خارجية. سواء على
الصعيد المحلي اى الدولي.
لذلك, وعلى ضوء هذا التقييم الاسرائيني
لطبيعة القائد ودورهء وتركيبة الدول في العالم
الثالث غير المستقرة. يتوقع الاسرائيليون. ان
يظهر مبارك بعض «العناد» بعد الاتسماب
الاسرائيلي من سيناء. حيث يضمن له هذا الموقف
«العودة» الى الصف العربى. وقد علمت التجربة
الاسرائيليين ان التصريحات حول الاستمرار
شكلت أكثر من مرة «المقدمة للتغيير الجوهري»
(المصدر نفسه). ومن اجل منع حدوث مثل هذه
المحاذير يشدد الاسرائيليون على تحقيق اتفاق
كامل مع المصريين في موضوعين هما: الحكم
الذاتي والتطبيع. ويرون أن هذه المواضيع يجب
الا تبقى بدون حل حتى موعد الانسحاب الكامل,
لأنه بعد أن «تفقد» اسرائيل ورقة اخلاء سيناء
مستبقى مع المشكلة بدون وسيلة للمساومة»
(يديعوت احرونوت,. 8؟/١١٠/1947). وريما
كان هذا هو المضمون الحقيقي, للعبارة التي
وردت في قرار مجلس الوزراء الاسرائيلي. والتي
تقول: لقد «خلق وضع جديد». ولم يكن المقصود
بذلك, التزام اسرائيل باتفاقية السلام, بل الحاجة
لتجسيد تطبيع العلاقات. وتنفيذ الحكم الذاتي
بشكل سريع بعد موت السادات.
ضمانات للمستقبل: ولا يكتفى الاسرائيليون
بالتزامات مصرية تجاههم تقتضر على اعلان
التمسك باتفاقيات كامب ديفيدء وكل الخطوات
الاخرى الناتجة عنهاء بل انهم يريدون «ضمانات»
ابعد بكثير من ذلك؛ تتعلق باستمرار التزام مصر
بالسياسة الاميركية اولاء والدخول سريعا في
«اختبار» للنوايا من خلال التصدي للقوى
المناهضة للخط الاميركي على الصعيد الاقليمي
ثانيا.
ضمانة الارتباط بواشنطن: وتعدٌ «ضمانة»
الارتباط مع واشنطن القاعدة الاساسية لاستمرار
بقاء مصر موالية للغرب, بكل مايمثله ذلك من
ال - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 121
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)