شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 210)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 210)
المحتوى
اقرار صفقة طائرات «الاواكس» للسعوديةء كانت
«هادئة»؛ ووجهت معظم الانتقادات وردود الفعل
الى العلاقات الاميركية السعودية؛ ودور
السعودية «المعادي» لاسرائيل في المنطقة. وجاء
الحسم, في صفققة «الاواكس». بعد ان استخدم
الرئيس ريغان كل الاوراق التي يملكها «للضغطء
على الشيوخ المعارضين للصفقة, لأن «كرامة»
الرئيس كانت على كفة الميزان مقابل «الرضوخ»
لرغبة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.
واذا تجاوزنا الملابسات التي تحيط بظروف
الصراع الاميركي الداخليء بين التيارات
السياسية المتعارضة. والمرتبطة بهذه المصالح
الاقتصادية او تلك, وتأثير اللوبي الصهيوني في
الولايات المتحدة, فإننا نهتم, في هذا السياق,
بردود الفعل الاسرائيلية على اقرار الكوتنغرس
لصفقة «الاواكس». وبالاسباب الحقيقية التي
تقف وراء معارضة اسرائيل لهذه الصفقة.
وحقيقة الامر ان الاسرائيليين اظهروا «ليونة»
كبيرة في تعليقاتهم على اقرار الصفقة2. وتحولت
كل انتقاداتهم الى ما سمي بالمبادرة السعودية
للسلام في الشرق الاوسطء باعتبار ان صفقة
«الاواكس» هي تعبير عن مدى «تأثير» السعودية
على السياسة الخارجية الاميركية.
اين موقع اسرائيل؟ انه السؤال المطروح دائماً
على جدول اعمال الاسرائيليين عندما تواجههم اية
معضلة يريدون اجابة لها. والذي جرى في
الكونغرس الاميركي, حسب تعبير احدهم ليس
سوى تأكيد على أن البترودولار يشكل قوة كبيرة
في «رسمء السياسة الخارجية الاميركية. وهي
ايضاًء بالمستوى نفسه. مصدر ضعف اساسيء»
فالسعودية «تستطيعء منذ الآن شراءء كل شيء
من أي مكان في العالم, حيث ان النموذج
الاميركي سيؤثر على الدول الاخرى» (معاريف.
‎1987/١8‏ ). وكانت كلمات شمعون بيرس
أكثر دقة, في فهمه لمعانى صفقة «الاواكس», حين
قال: الواضح ان السعودية خرجت من هذه
المعركة, كأنها الدولة التى «تحتل المرتبة الاولى في
الشرق الاوسط في سلم اولويات الولايات المتحدة»
(ن.!.!ء العدد 721/4 6كى ‎1941/1١/90‏
‏ص ‎.)١‏ ومن هذه النقطة بالذات» التي تحدث
عنها بيرسء تكمن المعارضة الاسرائيلية؛
فإسرائيل تطالب الولايات المتحدةء بان تعتمد
عليها كعامل عسكري مركزي في الشرق الاوسط
لانها الدولة «الاقوى والاكثر استقراراً». وعلى
الرغم من ان الولايات المتحدة لاتعارض هذا
الاتجاه مبدئياً. الا انها ترى في دول اخرى في
المنطقة مراكز يمكن تقويتها والاعتماد عليها في
اطار المفهوم الاستراتيجي الشامل للسياسة
الاميركية. ويمكن, في هذا الاطارء تمييز موقفين
اسرائيليين بارزين. الموقف الاول تعبر عنه حكومة
بيغن, وهى يرى ضرورة التماثل الكامل مع
الاستراتيجية الاميركية العالمية, لأن وقوف
اسرائيل في دائرة الخط الاول في الاستراتيجية
الاميركية. يفرض على الولايات المتحدة أن تبقي
اسرائيل في المرتبة الاولى من حيث «القيمة»
اميركياً. اما البقاء في دائرة الصفين: الثاني
والثالث فإنه «يبقي اسرائيل في المرتبة الثانية
او الثالثة من حيث القيمة بالنسبة للاميركيين»
(ايهود اويلرت. ر.!.!.2» العدد 5558
4/1 ص 4).
ويعبر موقف حزب العمل عن الاتجاه الثاني في
فهم العلاقة الاسرائيلية ‏ الاميركية. ويدعى
اصحاب هذا التوجه الى ان تأخذ اسرائيل دورا
في الخط الثاني او الثالث في الاستراتيجية
الاميركية والى التركيز على مشاكل اسرائيل
«ومصالحهاء في المنطقة اولا. ويرأي شمعون
بيرس. انه اذا ماطرحت شبكة علاقات اسرائيل
مع الولايات المتحدة. حسب المفهوم الاولء فإن
الاميركيين «يحتاجون الى العرب من اجل مواجهة
السوفيات, وليس لاسرائيل فقطه (ر.!.!.,
العدد 7/ا78, "ا ى ‎,1941/1١/7#‏ ص ‎.)١5١‏
‏ويضيف بيرس قائلاء انه لايوجد وضع «مقلق»
اكثر من وضع توافق فيه الولايات المتحدة على
«السير مع اسرائيل ضد الاتحاد السوفياتي,"
والسير مع العرب ضد اسرائيل». اي ان خطر
«الاواكس» على اسرائيل» هو خطر سياسي وليس
عسكرياً. وان «مكانة» اسرائيل «وقيمتهاء من
وجهة النظر الاميركية» هما موضع «القلق» من
جانب الاسرائيليين. وليس اي شيء آخر. وميل
الادارة الاميركية «لتحويل» السعودية الى حجر
الزاوية للسياسات الخارجية للولايات المتحدة في
المنطقة, هو «مصدر الخطر على اسرائيل» (دافارء
56١
تاريخ
ديسمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)