شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 16)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 16)
المحتوى
سوريا وتقديم خرائط حتى ولى كانت خرائط تجميلية: لأن السوريين لم يقدموا أساساً
للمفاوضات. فهم رفضوا اعادة المدنيين إلى القنيطرة خلافاً لمصر»(”؟) جاء هذا التصريح
بعد اعلان رابين لموقف الحكومة الاسرائيلية والذي جاء فيه: «ان موقف اسرائيل يتلخص
في أن امكانية التسوية المرحلية مع سوريا لا وجود لها تقريباً. لأنه لا يمكن لاسرائيل أن
تنسحب من الجولان في اطار تسوية كهذه. كما لا يمكن المساس بالمستوطنات الاسرائيلية
والجهاز الدفاعي الاسرائيلي بالجولان. وكل ما يمكن لاسرائيل أن تفعله في اطار تسوية
جزئّية هى قليل ومحدود وفي اطار منطقة الفصل الحالية». ولا يشمل جبل الشيخ. وجميع
التفييرات ستكون تجميلية تقاس بمئات الأمتارع(4).
وتوالت بعد ذلك التصريحات الصقرية التي عكست المواقف الاسرائيلية من
الجولان على حقيقتها. فقال آلون: «لا يوجد أي تعهد اسرائيلي باجراء مفاوضات حول
تسوية جرئية أخرى مع سوريا» ”5 0( . وجاء بعده تصريح رابيين الشهير الذي يعلن فيه أنه
لا يجد أي مجال للتسوية الجزئية مع سوريا وأنه «حتى في نطاق تسوية شاملة ومعاهدة
سلام فإن اسرائيل لن تنزل من الجولان»57).
وهكذا عادت اسرائيل إلى الفطرسة بعد أن مررت اتفاقية سيناء وضمنت حياد
مصرء ويعد أن تجاوزت «تقصير» تشرين الأول (أكتوير) واستوعبت دروسهء كما
استوعبت الأسلحة الأميركية المتطورة التى تزودت بها خلال تلك الفترة. وكانت الصحافة
الاسرائيلية تتحدث عن ضرورة الحصول على صواريخ «بيرشينغ» وتقول: «انه سيكون
بمثابة خلق سياسة صلبة لا يستطيع السوريون تجاهلها»!؟ ‎٠‏ لقد أصبحت اسرائيل عند
هذه المرحلة قادرة على الابتزاز والمناورة وادارة الصراع السياسي ضد سوريا بحرية وقوة
أكبر. تقول صحيفة هأرتس: «لقد أظهر رابين في محادثاته مع كيسينجر تكتيكاً جديداً: إِذ
أنه قرر بأن اسرائيل لن تعلن عن عمق الانسحاب الذي هي مستعدة للموافقة عليه في
الجولان: إلا بعد أن تكشف سوريا عن الثمن السياسي الذي تكون مستعدة لأن تعرضه
على اسرائيل»(*؛).
لقد اتخذ الصراع السياسي ضد سوريا في نهاية هذه المرحلة أبعاداً حادة. وكان
ينتظم صور هذا الصراع وأشكاله ناظم واحد هو تطويق سوريا وعزلها واضعافها من
خلال الاتفاقات الجزئية أولاً مع مصرء وتفجير أحداث لبنان: ثم عزل مصر نهائياً بعد ذلك
عن الصراع بعد اتفاقية الصلح المشتركة, وتحدي سوريا واستفزازها لجرها إلى معركة
لا تملك السيطرة عليها.
وبعدء فإن استمرار احتلال الجولان يحملء عدا كونه حلقة من حلقات التوسع
الاستيطاني» وركيزة أمنية واستراتيجية لاسرائيلء معنى آخر بالنسبة للقادة الصهاينة؛
وهى محاولة ترويض سوريا وارغامها في نهاية المطاف على الرضوخ لأهداف السياسة
الاسرائيلية والاعتراف باسرائيل على طريقة مصر ‏ السادات باتفاقية مماثلة, ريما أكثر
اجحافاً. من منطلق طروحات كامب ديفيد. وهذا ما يعطى الجولان. بالنسية للقادة
الاسرائيليين: بعداً سياسياً لعله أهم وأخطر بكثير من بعديه الاقتصادي والعسكري.
16
تاريخ
مارس ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7241 (4 views)