شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 19)
- المحتوى
-
وفي تجريته, ضمن الثورات السورية في الشمالء تأكد لدى القسام أن أفندية الأرض.
والحكمء لايساومون استناداً الى مواقع السلطة فحسبء بل ويساومون داخل الثورة
المسلحة. فتطابق الدرس التاريخي مع درس الحياة المعيشء في التقابل بين عرابي. وهى
وزير دفاع الخديوي توفيقء الذي قاتل منفرداً وتحمل النفي» وبين يوسف العظمة؛ وهو
وزير دفاع الأمير فيصلء الذي قاتل واستشهد منفرداً. وجاءت خبرة الثورة لتستكمل
الدرسء عندما أوقف صبحي بركات ثورة الاسكندرون» وهو قائدهاء وانحاز للفرنسيين,
وعندما قام اسياد الأرض بقيادة الحملات الفرنسية بحثاً عن مكامن. الثوار.
ولأن القسام ليس بحاجة الى انصاف من خارج تجربته؛ فان دراسة الخلاصات
التى عينتها ممارسته؛ ودروس المراحل التى عاش فيهاء هى وحدها القادرة على الحياة,
بعيداً عن الحب الاسقاطي الساذج والاختزال الكسول. 0
ديثة التناقض
قدمت قرية «جبله», القرية الواقعة على البحرء جنوب اللاذقية. حيث ولد الشيخ
عز الدين القسام عام ؟188١م, بيئة نموذجية للتناقض. واستمدت العائلات الرئيسية
مكانتها من ملكية الأراضي (آل كنج آل ديب آل آغا)» أو التجارة (آل عكو _
آل غلاونجي)» أو الفقه والشريعة (آل القسام آل يونس).
ومنذ صدور قوانين الطابى في العهد العثماني (١1871١م)ء حيث الزم مالك الأرض
بدفع © / من قيمتها وثلاثة قروش ثمن سند الطابىء تهرب الفلاحون الفقراء من تطويب
أرضهمء. بسبب عجزهم عن دفع الرسومء رغم أن رسوم الاستملاك وصلت الى حد
«نصف قرش للدونم الواحد في لواء دمشقء وثلاثة قروش في قضاء حمص)(). وانفتح
الباب أمام الملاك الكبار والمتوسطينء لتوسيع حيازاتهم» عن طريق تطويب أراضي الفلاحين
الفقراء بأسمائهم. ووضع اليد على الأراضيء «وكان باستطاعة كل رجل غني 993 يصبح
ملتزماً لقطعة من الأرض72(). ولم يتعامل الملاك الجدد مع أصحاب الأراضي الشرعيين
على القاعدة الاسلامية.«المالك الذي لايبذر أرضه يجب أن يسمح بزرعها لأخيه
المسلم»("). بل على قاعدة المحاصصة أو الضمان السنوي. وحينها ظهر لقب أفندي
كمرادف للملاك الكبير. حيث كانت معظم قرى حمصء. حماه. السلمية وحلب2» بيد
الاقطاعيين والدولة الاقطاعية(؟).
وكان هؤلاء الأفندية هم ملاك القرية وسادتهاء ووكلاء الحكم العثماني فيها. وليس
صعياً: تلمس مفاسد الحكم ووكلائه ومظالمهم.
وفي أسرة متدينة. متوسطة الحال تميل الى الفقرء ويبعيدة عن زعامة الملاك الكبار
ونفوذ العائلات التجارية. عاش عز الدين القسام طفولته. وكان فخر الأسرة الأسمى انها
د الى النبي» وذات سمعة محمودة بالاستقامة.
أبوه. الشيخ عيد القادر القسام, كان صاحب طريقة صوفية: وله مدرسة (كتاياً)
يعلم فيها الأطفال أصول القراءة وحفظ القرآن: وعمل لفترة من الوقت كمستنطق في
المحكمة.
وتزوج عبد القادر من أمراتين:
184 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 124
- تاريخ
- مارس ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)