شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 30)
- المحتوى
-
حماساً ومقدرة لتنفيذ الدولة العربية؛ وأمام الصهاينة رجل التفاهم والتنازلات؛ وأمام
الفرنسيين القائد الذكي الذي يعرف مصلحته. كل هذه الخيوطء ليس بمقدور شخصية
أخرى ان تقوم بهاء سوى الأمير فيصلء: ذي الأسلوب البراغماتي الطامح في عرش وتاج»
في أي بقعة. مهما صغرتء من بقاع تلك الأمبراطورية المحفوظة في خزانة الوثائق
البريطانية.
وما تعلمه من لورنسء. أن يسعى الى تحقيق أغراضه:ء بعيداً عن المبادىء
والاتفاقات. عبر قدرته على التكتيك في كل مرحلة؛ واستثمار العوامل المساعدة كلهاء بما في
ذلك الثورة المسلحة. وتفتحت مواهيه المساومة, منذ اصطحب سايكس وييكو الى قصر
والدهء وعندما زاره حقي العظمء مندوب الزعماء السوريين في القاهرة, ونقل اليه وعد
بلفور. فحين عاد حقي العظمء قال ان الأمير لا ينظر «بارتياح الى تصريح بلفور. ولكنه
لاينوي الاحتجاج على حصول اليهود على حق اقامة وطن قومي في فلسطين»(*").
ومن اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفورء الى الصلة المباشرة مع الصهيونية» دشن
الأمير خطوته الأولى في اعلان البراءة من مملكة أبيه الموعودة2. ومن شعارات الثورة
العربية. وحين قابل شعب فلسطينء البعثة الصهيونية برئاسة وايزمان في العاشر من
نيسان (أبريل) 1514. بالمظاهرات. احتجاجاً على أهدافها المعلنة والمبطنة, مثل تكوين
فرقة البغالة اليهودية. وشحذ «همم يهود القدس كي يضحوا بحياتهم2. ولا يتركوا
البريطانيين وحدهم يفتدون البلاد بدمهم»7**). كان الجنرال كلايتون يرتب أول لقاء بين
الأمير والزعيم الصهيوني. وتم اللقاء في بلدة «وهيدة». قرب العقية2. في الخامس من
حزيران (يونيو) عام 1514: وكان ودياًء وفاتحة علاقة تبلورت قبيل مؤتمر الصلح وأثناءه.
وليس صحيحاً. أن مفهوم الأمير فيصل المساومء كان يشترط قيام الأمبراطورية العربية
منح الجيب الصهيوني في فلسطين كل الامتيازات: بما في ذلك المصادقة على وعد بلفور
والتخلي عن فلسطين كلياً. ويبدى من نافلة القول أنه لى فاز «املك حسين والأمير فيصل
بدولتهما العربية الكبرى لتنازلا عن فلسطين الصغيرة لليهود»(١'). لأن الشيء المضمون
آنذاك: لم يكن الدولة العربية الكبرىء وانما جذب الأمير الى تأييد المطامع الصهيونية في
فلسطين: وهذا ما حدث في اتفاق فيصل وايزمان بلندن في 1515/1/1. اذ أباح الأمير
لنفسه؛. مصادرة التمثيل الفلسطيني: فيما كان يتحدث رسمياً باسم الحجازء وعندما دخل
عليه عوني عبد الهادي وأحمد قدريء وهو مجتمع مع وايزمان سوكولوف هربرت
صموئيلء قال: «ان اليهود يودون تشكيل دولة يهودية في فلسطينء, فرد هربرت صموئيل:
ليس ثمة من يكتبء بل من يفكرء بمثل هذا الا ان يكون خيالياً مجنوناً. ويبدو أن الأمير
«اقتنع بكلام هربرت صموئيل»('١).
ونصت المادة الثالثة من اتفاق فيصل وايزمان على أن «تؤخذ جميع التدابير
وتعطى أفضل الضمانات لتطبيق تصريح الحكومة البريطانية الصادر في ؟ تشرين الثاني
(نوفمير) 2١511 حين وضع دستور حكومة فلسطين». وقيل ان الأمير أضاف «شرط أن
ينال العرب استقلالهم من رفح الى طرطوس وخليج العجم(5".
وحتى لايترك الأمر ملتبساً. كتب الأمير في جريدة «الجويش كرونيكل»: لسان حال
الجمعية الصهيونية في انكلتراء مقالاً في :1514/٠١/١5 جاء فيه: «حتى اذا كثر عدد
59 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 124
- تاريخ
- مارس ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1228 (15 views)