شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 42)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 42)
- المحتوى
-
أما مواقف الدول الثلاث الأخرىء الولايات المتحدة ويريطانيا وفرنساء فقد كانت
مختلفة. فالموقف الفرنسي لم يكن ثابتاً في تأييده للتقسيم. وفي مرحلة لاحقة: أيدت فرنسا
استبدال قرار التقسيم بمشروع الوصاية الأميركي, الذي لمتكتب له الحياة» وان أعلنت
في الوقت نفسه انها ستفتح قنصلية عامة في تل أبيبء كبادرة حسن نية تجاه اليهود
(ص ”58). وكان ممثلو الوكالة اليهودية في الأمم المتحدة قد لاحظوا أن المندوب الفرنسي
الدائم في المنظمة, الكسندر باروديء غالباً مايتدخل في مسائل اجرائية تضر بمصلحة
الصهيونيين (ص 18)» ولذلك سعوا لدى الحكومة الفرنسية لحملها على اصدار تعليمات
أكثر الزاماً له (ص 3٠٠١ ؟5١5)., الى أن تمكنوا من الحصول على وعد مفاده, أن
فرنسا ستكون على استعداد لتأييد المقترحات والمشاريع التي تهم الصهيونيين» شريطة
أن تتولى دولة أخرى: يفضل أن تكون الولايات المتحدة؛ المبادرة والقيادة (ص7؟؟).
واكتفى الصهيونيون بذلكء لتقديرهم أن فرنسا لن تستطيع الذهاب بعيداً في تأييدها لهم
«بسبب الوضع الحساس في شمال أفريقيا (ص 588). التي كانت آنذاك تحت حكمهاء
وسعياً للحفاظ على هدوء العرب هناك.
وفي ضوء هذين الموقفين: السوفياتي والفرنسي, اللذين لا يؤمل منهما الكثيرء
صهيونياً: ازدادت أهمية موقفي بريطائيا والولايات المتحدة2 فركز الصهيونيون معظم
جهودهم السياسية على هاتين الدولتين؛ سعياً لتحييد الأولى وتجنب «الضرر» الذي يمكن
ن تلحقه بهم. وكسب تأييد الثانية2 الذي اتضح أنه لابد منه لاقامة دولة
يهودية.فبالنسبة لبريطانياء كان التقييم الصهيوني لسياستها في الشرق الأوسط: حسب
رأي بعض الدوائر الصهيونية»؛ بأنها «تتعارض كلياً مع أشد المصالح اليهودية حيوية :5
فلسطين. فالخط [السياسي البريطاني] هو رعاية الجامعة العربية وتأييدها. وبريطانيا
ملتصقة بثبات بهذا الاتجاه. ان ان الجامعة العربية هى أداتها للنفون والسيطرة في
الشرق الأوسط». وذلك على حد تعبير موشي شاريت (شرتوك)؛ وهو آنذاك رئيس الدائرة
السياسية في الوكالة اليهودية» والقوة المحركة للنشاط السياسي الصهيونيء في حديث له
مع مارشالء وزير الخارجية الأميركي (ص .)0١5 ولم يكن هنالك من جديدء على كل
حالء في هذا التقييم الصهيوني للسياسة البريطانية في الشرق الأوسطء اذ كان
الصهيونيون قد توصلوا اليهء عملياًء بعد صدور الكتاب الأبيض لسنة 207475), بالقيود
التي فرضها على هجرة اليهود الى فلسطين واستملاكهم للأراضي فيهاء وذلك رغبة في
التهدئة بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية. وقد اعتبر الصهيونيون ذلك بمثابة بداية
تحول نحو فسخ «التحالف» الصهيوني البريطاني: الذي كان قد تبلور خلال المرحلة
الأخيرة من الحرب الغالمية الأولى واستمر منذ ذلك الوقت, ومن ثم استبداله بتحالف مع
العرب. وازداد هذا الاعتقاد لدى الصهيونيين رسوخاً بعد أن راحت بريطانيا تسعى
حثيثاً: منذ مطلع الأربعينات» لاخراج فكرة الجامعة العربية الى حيز الوجود.
وانطلاقاً من هذا التقييم» وما ان صدر قرار تقسيم فلسطينء الذي قضى أيضاً
بانهاء الانتداب البريطاني على البلدء حتى سارع دافيد بن غوريونء وهو آنذاك رئيس
ادارة الوكالة اليهودية» الى لقاء المندوب السامي البريطاني, السير ألن كنينفهام: معرياً
عن أمله ب «فراق ودي»», لاينبغي أن يكون بالضرورة «ضد العرب ولا على حسابهم»
١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 124
- تاريخ
- مارس ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)