شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 44)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 44)
- المحتوى
-
بينما يقوم اليهود بتأسيس دولتهم على الجزء المخصص لهم من فلسطين وفق قرار
التقسيم» دون أن يعارض عملياً أي من الطرفين الآخرء أو يحاول عرقلة تنفيذ مخططاته
(ص 45). ٍ
ولم يكن في هذا الاتفاقء في حقيقة الأمرء مايدعو الى الغرابة». ان جاء استمرارا
لتطورات وعلاقات في هذا الصدد بين الصهيونيين والملك عبد اللهء وتتويجاً لها. وكانت هذه
العلاقات قد نشأت أساساً على أرضية من تقاطع الطموحات والمصالح لدى الفريقين:
سعي الصهيونيين لمد نفوذهم الى شرق الأردن: وهي «أرض اسرائيل الشرقية». من
جهة. ومحاولات عبد الله لتوسيع مملكته وحلمه بتاج فلسطين من جهة أخرى. وكان كل
من الفريقين قد حاول تلمس طريقه لتحقيق طموحاته مصالحه تلكء منذ مطلع
العشرينات, ولكن دون جدوى. الآ أن هذه الاتجاهات بقيت قائمة؛ الى أن وجدت تعبيراً
«رسمياً» عنهاء لأول مرةء في تقرير لجنة بيل الملكية لفلسطين سنة 15717. وكانت تلك
اللجنة البريطانية» التي أرسلت للتحقيق في المسألة الفلسطينية: مع نهاية المرحلة الأولى
من الثورة العربية الكبرى في فلسطين سنة 1451ء قد اقترحت حلا يقضي بانهاء
الانتداب البريطاني على البلدء وتقسيمها الى جزئينء. تقام في احدهما دولة يهودية., بينما
يضم الآخر الى شرق الأردن(2). وقد عصفت الأحداث التي وقعت اثر ذلك. وخصوصاً
بعد أن راحت غيوم الحرب العلمية الثانية تتلبد في أوروباء بهذه المخططات وحالت دون
تنفيذها. ولكن الفكرة بقيت حية:, الى أن جاءت الظروف المواتية لتنفيذهاء مع تبني الأمم
المتحدة لها. ١
غير ان الاتفاق الذي عقده الملك عبد الله مع ممثلي الوكالة اليهودية: والذي أصبح
فيما بعد بمثابة حجر الرحى في «حل» القضية الفلسطينية2. وبقي كذلك لفترة طويلة: لم
ينفذ بمثل تلك السهولة التي تم عقده بها. فقد اعترضت عملية التنفيذن صعويات مختلفة,
بعد أن مرت في منعطفات عديدةء فيما بدا كأن كلا من الطرفين يحاول تغيير موقفه
أو تعديله, في ضوء الظروف السياسية المستجدة, ساعياً الى تحسين مواقعة على حساب
الطرف الآخرء وعلى حساب عرب فلسطين.
ففي ٠ كانون الأول (ديسمبر) 19541, أبلغ يعقوب شمعونيء نائب رئيس القسم
العربى في الدائرة السياسية للوكالة اليهودية. غولده مثيرء أنه كان قد اجتمع قبل يومين
مع ممثل الملك عبد الله (وقد حذف اسم الممثل من الوثائق), الذي أبلغه أن الملك على
استعداد للاجتماع مع ممثلي الوكالة اليهودية مرة أخرىء وأنه بعث برسائل الى
عبد الرحمن عزام باشاء أمين عام الجامعة العربية» ومفتي فلسطين الحاج أمين
الحسينيء يطالبهما فيها بالاعتدال فيما يتعلق بموقفهما من التقسيم والعمل على ايقاف
الاشتباكات المسلحة في فلسطين (النص في ص 45 65؛ وانظر أيضاً برقية ساسون
الى شاريت. ص 48). وبعد ذلك ببضعة أيام كان بن غوريون يكتب لشاريت: الذي
قضى معظم وقته. خلال هذه الفترة في نيويورك وواشنطن:ء لمتابعة النشاط الصهيوني
هناك. ان «الملك لايزال على تمرده فهو يرفض التعاون مع المفتي أو مع الجامعة»
العربية» وان كان غير واضح حتى متى سيبقى متمسكاً بذلك مقف (ص .)٠
ويبدو أن شكوك بن غوريون في استمرار تمسك الملك عبد الله بتعهداته لم تكن في
؟'ٌ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 124
- تاريخ
- مارس ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6871 (5 views)