شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 49)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 49)
المحتوى
ف لندن يوم ؟١‏ كانون الأول (ديسمبر) السابقء حذرت الحكومة البريطانية من «أن
الوضع في الشرق الأوسط قد يفلت من اليد ويضر جدياً بمركز الولايات المتحدة ويريطانيا
هناك. مما قد يفيد الاتحاد السوفياتي فقط» (المصدر نفسه. ص ”077). وأضافت
المذكرةء بلهجة الواثئق من نفسهء بشأن معرفة ما يدور في العالم العربي» ان البريطانيين
أبلغواء بعد مشاورات أجروها مع الزعماء العرب» أن العرب لاينوون الدخول في صراع
مع بريطانياء ولكنهم يكرهون «حيادهاء تجاه التقسيم,: وتأييد الأميركيين له. ومثل
هذا الوضع سيجعل من الصعب اقامة أحلاف موالية للغرب في الشرق الأوسطء والزعماء
العرب يخشون من أن يفلت الوضع من أيديهمء بينما تأمل حكومة شرق الأردن في
التوهصل الى اتفاق مع اليهود. واختتمت المذكرة بالقول انه «بينما لن تقوم الحكومة
البريطانية» بأي حالء بعرقلة تنفيذ القرارات التي اتخذتها الأمم المتحدة, ا تنوي بذل
كل مافي وسعها للحفاظ على مركزها ونفوذها في [الشرق الأوسط]... [وتأمل] بأن تدرك
حكومة الولايات المتحدة ضرورة التعامل بعناية فائقة مع هذه المشكلة [الفلسطينية]
الصعبة للغاية.. والنظر اليها من خلال أرضية [مصالح] دولية واسعة» (المصدر نفسه.
ص 0716). |
ويبدو أن هذا الموقف البريطاني قد أثر أيضاً على الأميركيين: ان كان هنالك
«اتفاق عام بين الحكومتين [الأميركية والبريطانية]) بشأن الشرق الأوسط. فهتاك...
مشاورات مستمرة وتبادل للمعلومات حول خطوط العمل التي تتبعها الحكومتان» (المصدر
نفسه,. ص ‎.)1١5"‏ كما أن الأميركيين» مع ادراكهم بأن أمن الشرق الأوسط حيوي
بالنسبة لأمنهم أيضاً. فقد قرروا أنه «من غير المرغوب فيه أو المفيد محاولة [اقامة
بدائل] للتسهيلات [القواعد والمنشآت] الاستراتيجية التي يسيطر عليها البريطانيون في
تلك المنطقة, أو الاستيلاء عليها... اذ أن هذه التسهيلات ستكون تحت سيطرتنا الفعلية
في أي حالء اذا نشبت الحرب» (المصدر نفسه. ص ‎.)1١5‏ ولذلك فان «أي سياسة من
قبلنا [اي الأميركيين] يمكن أن تؤدي الى توتير العلاقات البريطانية 3 العالم العربي
أو تحجيم مركز بريطانيا في الدول العربية ليست الا سياسة موجهة ضدّ أنفسنا وضدٌ
المصالح الاستراتيجية المباشرة لبلدنا » (المصدر نفسه. ص 151).
والشاهر أن تراكم الآراء المؤيدة لاعادة النظر في قرار التقسيمء والتي جاءت من
جهات مختلفة. قد أثرت على الرئيس ترومان. ففي ‎١9‏ شباط (فبراير) ‎,١155/4‏ أبلغ وزير
الخارجية مارشال. نائبه روبرت لوفيتء أن الرئيس أكد له أنه سيدعم أية سياسة
يعتقدون أنها سليمة (المصدر نفسه. ص ”15): فراح العمل على صياغة مشروع
الوصاية على فلسطين: لعرضه على الأمم المتحدة وطلب استبدال قرار التقسيم به؛ يسير
على قدم وساق.
«العرب بحاجة للغرب أكثر من حاجته لهم,
لم يقف الصهيونيون ومناصروهم مكتوفي الأيدي تجاه بوادر التغيير تلك في
السياسة الأميركية» بل بذلوا كل مافي وسعهم لمنع أي تراجع أميركي عن تأييد التقسيم,
وذلك بواسطة اتصالات مكثفة مع كل الذين يستطيعون الوصول اليهم من صانعي
27
تاريخ
مارس ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)