شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 51)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 51)
المحتوى
كما ساهم حاييم وايزمان نفسه في هذه الجهودء فاجتمع بتاريخ ‎١18‏ آذار (مارس)
مع الرئيس ترومان لهذا الغرض.
غير انه يبدو أن هذه الادعاءات الصهيونية لم تؤد غرضهاء في هذه المرحلة على
الأقلء في اقناع الأميركيين أو حملهم على العدول عن تغيير سياستهم. ففي اليوم التالي
مقابلة وايزمان ‏ ترومان, كان المندوب الأميركي الدائم في الأمم المتحدةء وارن أوستن,
يقدم مشروع قرار الى مجلس الأمن يطلب فيهء بعد أن اتضح للجميعء؛ أن تنفيذ قرار
التقسيم بالطرق السلمية غير ممكنء: استبدال ذلك القرار باخر يدعى الى فرض حكم
«وصاية مؤقتة على فلسطين [تحت اشراف] مجلس الوصاية التابع للأمم المتحدة... دون
أن يمس ذلك بحقوق أو ادعاءات أو وضع أي من الأطراف المعنية أوى بطبيعة التسوية
السياسية النهائية» للمسألة الفلسطينية. ولأجل ذلكء ينبغى عقد دورة طارئة فورية
للجمعية العمومية لبحث الأمرء وفي الوقت نفسه اصدار التعليمات الى لجنة الأمم المتحدة
لفلسطين بالتوقف عن مساعيها الهادفة لتنفيذ خطة التقسيم المقترحة (نص المشروع في
الوثائق الأميركية لسنة ‎.١448‏ ص ‎.)١45‏ وقبل تقديم هذا المشروعء كانت وزارة
الخارجية الأميركية قد أرسلت ملاحظة بشأنه الى الدول العربية» طالبة عدم التسرع في
الوصول للاستنتاجات المترتبة عليه.
بينما كان الصهيونيون يخوضونء. من أجل التقسيم واقامة الدولة اليهودية
الصراع السياسي, الذي تركز أساساً في نيويورك وواشنطن ولندن. باشراف موشي
شاريت وصحبهء كان بن غوريون قابعاً في تل أبيب التي انتقل اليها من القدسء بعد
أن ساءت الأوضاع الأمنية في المدينة اثر الاشتباكات المسلحة التي راحت تقع فيها بين
العرب واليهود منذ اعلان قرار التقسيم. حيث تولى عملية الاشراف على انشاء أجهزة
الدولة اليهودية». ومن ثم اعلان اقامتها. وتم هذا العمل بمجمله من خلال اتصالات
ومشاورات يومية تقريباً بين الرجلين. كانت تتم غالباً بواسطة البرقيات المشفرةء التى كانا
يتبادلان فيها المعلومات والتوجيهات. ‎١‏
ويبدو أن بن غوريون كان في حيرة من أمره بشأن التطورات المتوقعة» بعد صدور
قرار التقسيم. ففي خطاب القاه أمام اللجنة التنفيذية للهستدزوتء النقابة العامة للعمال
اليهود في فلسطينء يوم ”كانون الأول (ديسمبر) 21987 أبدى بن غوريون قبولا
متحفظاً بالقرارء ولكنه أعرب عن شكوكه في امكانية اقامة الدولة اليهوديةء مبدياً تخوفه
«فيما اذا كنا نحن اليهود مهيئين لحكم أنفسنا» (ص ‎.)١١‏ وحتى اذا تم ذلكء فان فترة
اقامة الدولة وارساء أسسها ستستمر على الأقل ‎٠١‏ سنواتء. يجب خلالها تهجير مليون
ونصف المليون يهودي اليهاء «وما لم نقم بذلك.. لن يكون هنالك أمن وكيان حقيقيان
للدولة اليهودية» (ص 39). وللوصول الى هذا ينبغي التمسك بمبادىء «تحقيق
الصهدونية... وحكم ديموقراطي... وتعاون يهودي س عنربي» (المصدر نفسه). وحتم
بن غوريون خطابه بدعوة مبطنة الى القبول بقرار التقسيم بانتظار التطورات التي قد
تحدث في المستقبل2 بقوله: «ليست هنالك حدود أبدية ولا ادعاءات سياسية نهائية,
تاريخ
مارس ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)