شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 100)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 100)
المحتوى
النظام الرأسماليء ومن ثم اشادة المجتمع الاشتراكيء الذي لامجال فيه للعلاقات القائمة
على الاستغلال والعنصرية والطائفية والتعصب القومى. هذه الظواهر التى نشأت وترعرعت
في عهود المجتمعات الطبقية القائمة على التناقضات العدائية, والتى ظهرت فيها ظروف
ملاحقة اليهود واضطهادهم. لذاء فان محاكمة علمية لما عرف بمساألة اليهود وخصوصيتهاء
تضع الحقائق التاريخية لهذه المسألة في موقعها الصحيح.
يقول ماركسء في مؤلفه «حول مسألة اليهود»*, والذي كتبه ردأ على تفسيرات برونو
باور لهذه المسألة: «لم تستمر اليهودية رغماً عن التاريخ؛ بل من خلال التاريخ»("). بهذاء
يعترض ماركس على التفسيرات التى تناولت هذه المسألة من منطلق فلسفى ‏ لاهوتى
ويرجعها الى أسسها الاقتصادية ‏ الاجتماعية. فالبحث عن جوهر اليهودي ليس في دينه,
وانما في موقعه الطبقي الخاص والمتميز في المجتمع المعني . «يجب ألا نبحث عن سّر اليهودي
في دينه؛ بل عن سر الدين في اليهودي الواقعي»(” .و «تطرح مسألة اليهود بصورة
مختلفة تبعاً للدولة التي يعيش في ظلها اليهودي»(١‏ ')., أي ليست هناك مشكلة يهودية
بالمطلق.
ويتساءل ماركس: «ما هو الأساس الدنيوي لليهودية؟» ويجيب: «انها الحاجة العملية
والمنفعة الشخصية. . ماهي العبادة الدنيوية لليهودي.. انها المتاجرة. من هي آلهته
الدنيوية؟ انه المال»2"'). ان طرح ماركس للسؤالء والذي يتجاوز فيه رؤية باور لهذه
المسألة يتضيمن أيضاً السؤال التالي: «ماهو العنصر الاجتماعي الخاص اللازم لالغاء
اليهودية»('). ويجيب بكل وضوح :«عندما يتمكن المجتمع من الغاء الجوهر العمل لليهودية,
المتاجرة وشروطهاء يصبح وجود اليهودي مستحيلاً. ذلك لأن. وعيه الم نبق ثمة حاجة اليه,
ذلك لأن القاعدة الذاتية لليهودية: الحاجة العملية, قد اتخذت شكلاً انسانياً: ذلك لأن
الصراع بين الوجود الفردي المحسوس للانسان ووجوده الاجتماعي قد الغي. ان التحرر
الاجتماعي لليهوديء هو تحرير المجتمع من اليهودية»(*'). وقد ربط ماركس بين جوهر
اليهودية وجوهر المجتمع البرجوازي حين قال: «الحاجة العملية والانانية هما أساس
المجتمع البرجوازي... اله الحاجة العملية والانانية هو المال. المال هى اله اسرائيل المطماع
والذي لايجوز لأي اله آخر أمامه أن يقف. ان المال يخفض جميع آلهة البشر ويحولها الى
سلعة. لقد أصبح اله اليهود دنيوياً. وغدا اله العالم. الصيرفة, هي الإله الحقيقي
لليهودي»(5١).:‏
بهذا كلهء يكون واضهاً. أن حلّ مسألة اليهود ليس من واجب الدين: كما أراده
برونى باور. وليس بالتحرر السياسي لليهود. كما انه ليس أيضاً بتجاوز هذه المسألة وتسامح
الدولة المسيحية معها. أن عندما يتمكن المرء من فهم أسس اليهودية التى هى المنفعة
العملية والمصلحة الشخصية والأنانية والمتاجرة. وتحويل كل القيم الى سلع. هذه
الخصائص التي تتناغم مع الجوهر الاجتماعي للدولة البرجوازية. يستطيع المرء أن يجد حل
ال وقد ترجم العنوان للعربية. «حول السألة اليهودية» خطأ خطأ
16
م ل
تاريخ
مارس ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7174 (4 views)