شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 147)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 147)
المحتوى
الثلاثينات من عمره) ومتهوراً (قاتل بارد
الأعصاب في الواقع): فلم ير وغيره من الارهابيين
(عفواً. «المقاتلين من أجل الحرية») بديلاً عن
العنف ضد العرب الذين كان هؤلاء يشتهون
أرضهم». 1
وتابع صباغ رسالته المفتوحة بقوله: «عندما
تأخذون إجازة من الركض والقفز ولعب الغولف,
قد يريكم مضيفوكم بلدهم الجميل. غير أنهم: إذ
يأخذونكم من قرية ذات اسم عبري إلى أخرى,
قد يهملون الاشارة إلى ما قاله دايان لأبناء
جلدته: بنيت القرى اليهودية مكان القرى
العربية. وأنتم حتى لا تعرفون اسماء هذه القرى
العربية. وأنا لا ألومكم لأن كتب الجفرافيا تلك
لم تعد موجودة. وليست تلك الكتب فحسب بل
القرى العربية ذاتها لم تعد موجودة أيضاً...
ليس في هذه البلاد مكان واحد مبني لم يكن فيه
سابقاً سكان عرب». ومضى يقول: «احدى تلك
القرى؛ كفار شاؤول... التي كان لها اسم عربي
يعرفه معظم الاسرائيليين. رغم أنهم قد يحاولون
نسيانه. لقد كانت تدعى دير ياسين». ثم يصف
مذبحة دير ياسين بتفصيل مرعب في دقته
«الطبية». وبمرارة مشوبة بتهكم تعجز ترجمة
النص الانكليزي عن ايفائهية حقهما. وبعد ذلك:
يقول: انها «نكتة مثيرة للاشمئزان» أن يحاول
بيغنء بالنظر إلى ماضيه؛ اقناع العالم بأنه يسعى
إلى حل عادل سلمي للنزاع العربي الاسرائيلي.
ويختتم صباغ مقالته ‏ الرسالة مخاطباً الأطباء
الذاهبين إلى اسرائيل بقوله: «عفواً أمر آخر. إذا
حدث وأخذتم إلى صفدء ويخاصة إلى «حي
الفنانين» الذي أصبح الآن مبهرجاً نوعاً ما والذي
كان يدعى في الأصل «حارة النصارى» فابحدوا
عن بيت يدعى «قبو عيسى»: بيت قديم له ساحة
وغرف ذات قباب. هناك كانت تعيش عائلة والدي
قبل عام 1958. انهم لم يعودوا موجودين
هناك... رحلة طيبة».
وما أن صدر عدد المجلة حتى أخذت عجلة
الدعاية الصهيونية في الحركة بسرعة لتعبئة
الجماعات الضاغطة باتجاهات ثلاثة2» هى: معاقية
الكاتب ومعاقبة المجلة وإحداث تشويش اعلامي
على المقالة ذاتها. فكتب هارولد لانغدون» رئيس
لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب اليهودء
إلى رئيس تحرير المجلة معبراً عن «صدمته وخيبة
أمله لأن أعمدة مجلة طبية جدية استعملت منيراً
لترويج الدعاية العنصرية». ووجه سكرتير
الجمعية الطبية الاسرائيلية البريطانية رسالة إلى
كافة الأطباء. أعضاء الجمعية. يصف فيها المقالة
بأنها «هجوم عنيف مسموم ضد أسرائيل» ويحث
الأعضاء على اتخاذ اجراءات ضد المجلة؛ وذلك
بإعادة المجلة في غلافهاء دون أن تفتح, إلى رئيس
التحرير مرفقة برسالة احتجاج تطالبه بتقديم
«تأكيدات قاطعة» بأن المجلة لن تنشر ثانية «دعاية
صارخة لمنظمة التحرير الفلسطينية». وتحث
الرسالة الأطباء على الضغط على شركات الأدوية
كي تتوقف عن الاعلان في المجلة إلى حين صدور
التأكيدات القاطعة هذهء وتقول: «نحن نشعر أنها
(أي الشركات) قد تستجيب بالفعل إلى هذا
الطلب عندما يُوضّح لها أي نوع من المجلات هي
تلك التي تقوم بدعمهاء وكذلك احتمال أن لا يرى
اعلاناتها (نتيجة مقاطعة المجلة) قطاع كبير من
الهيئة الطبية».
ووجهت الجمعية الطبية الاسرائيلية البريطانية
ذاتهاء أيضاً. رسالة إلى شركات الأدوية تلفت
فيها نظرها إلى مقال صباغ وإلى «أن المجلة تعتمد
تماماً على اعلانات شركات الأدوية»... وتقول: «ان
توقفكم عن دعم مجلة طبية يبدو أنها تحولت إلى
أداة للدعاية الوقحة التي تقوم بها منظمة التحرير
الفلسطينية هو بالتأكيد أقل ما يمكن طلبه منكم».
وسرعان ما بدأت عشرات الرسائل
الاحتجاجية تنهال على المجلة. منها مجموعة قال
رئيس التحرير عنها انها متشابهة إلى درجة ملفتة
للنظر. وكانت الرسائل تتهم المجلة بأنها لا سامية
وأنها تلقت رشوة من منظمة التحريرء وتتهم كارل
صباغ بأنه داعية للمنظمة. كما تلقت شركات
الأدوية رسائل عدة تطالبها بمقاطعة المجلة فيما
ببدو أنه استجاية لنداء الجمعية الطبية
الاسرائيلية ‏ البريطانية إلى الأطباء.
كذلك تسلمت المؤسسة التى يعمل فيها كارل
صباغ رسائل عدة تطالب بقصله من عمله, أو
بمنعه من كتابة مقالات من هذا النوع؛ مما دفع
السيد دوغلاس بلاكء رئيس مجلس حكام
المؤسسة ورئيس الكلية الملكية للأطباءء إلى اثارة
المسألة علذناً والتصريح بأنه يعتبر المطالبة بفصل
صباغ «أمراً غير لائق». واجتمع مجلس حكام
المؤسسة لبحث الأمر اثر الرسائل التي تلقاها
١51
تاريخ
مارس ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7241 (4 views)