شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 189)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 189)
المحتوى
أما بالنسبة لمسألة التمثيل: فإن الكتاب يقرر
بيساطة2 ودون أية شواهدء أن المنزلة التمثيلية
للمنظمة «ليست مقبولة لكافة الفلسطينيين
أنفسهم. مثلاً أولئتك الذين يعيشون في الأردن»
(المقدمة). وعندما يعلن فلسطينيى الضفة الغربية
أن م.ت.ف. تمثلهمء فلا تصدقوهمء ذلك أن
هناك «ميولاً أقل بروزاً يقبلها الكثيرون ولكنها
لا تظهر على السطح». ويحتاج الأمر بالطبع إلى
باحثين جديين كالمؤلفين لينطقوا هذه الميول
وينفخوا فيها الروح ليتبين أن «أعضاء منظمة
التحرير هم من المنفيين واللاجئين الذين تركوا
أراضيهم في عام ‎.١1944‏ والأرض عنصر رئيسي في
المجتمع العربي المحافظ, وبما أن اللاجئين بلا
أرض فإنهم يعدون ذوي منزلة اجتماعية أدنى
من منزلة الفلاحين في الضفة». وإضافة إلى ذلك,
«فإن حمائل النخبة في الضفة الغربية تغار على
ماضيها. أما غالبية قادة م.ت.ف. فهم من
السهل الساحلي؛ حيث السكان مختلطون»
(ص١"/7).‏ لاشك أن هذه الهحجج
«السوسيولوجية» المزيفة التي تتخللها مقتطفات
تورد على لسان مجهولين مثل «عرب الضفة
الغربية» و«عربي تقليدي من نابلس» (للأسف
لا يرد شيء على لسان سائق التاكسي الذي يقوّله
المراسلون الصحفيون من الدرجة الثالثة عادة
ما هب ودب) أدلة ناصعة على «الانضباط البحثي
المنهجي» الذي يفرضه المؤلفان على نفسيهما.
وبالمثل2 يصر المؤلفان على أن ايديولوجيا
م.ت.ف. ثابتة لا تتغير ولا تنم ولا تتطورء وتجد
أوضح تعبير لها في الميثاق الوطني الفلسطيني كما
عدّل عام 1518. ولكن ماذا عن كل التطورات
اللاحقة: فكرة وشعار الدولة الديمقراطية» النقاش
حول البرنامج المرحليء مقررات المجالس الوطنية؟
انها جميعاً «مصممة للاعلان فحسب ويقصد بها
العلاقات العامة فقط. أما للاستخدام داخل
ليل
م.ت.ف. نفسها فيستخدم توجه مختلف»
(ص؛ء 060). ويصبح سخف هذا التأكيد واضحاً
عندما يقرر المؤلفان أن «هذه الايديولوجيا
الرسمية تقف عثرة في سبيل م.ت.ف. نفسها
وتحول دونها وتحقيق أهدافها الرئيسية». فعدا
عن أن قولاً كهذا يشي بافتقار كامل إلى فهم
ما هي الايديولوجياء لا يبذل المؤلفان أي جهد
لتفسير ما يدفع المنظمة إلى «الابقاء. على
ايديولوجيا لا تعجز عن خدمة أهدافها فحسب بل
تناوئها أيضاً.
وليس من الصعب كذلك تبيان أن القسم
الأخير من الكتاب وهى بعنوان: «القوى العظمى
وم.ت.ف.» يسعى بالطريقة المتهافتة ذاتها إلى
تصوير العلاقة بين م.ت. ف. والاتحاد السوفياتي
على أنها علاقة يستخدم الأخير بها المنظمة أداة
نافعة أحياناً ولكنها تكتيكية فحسب في كافة
الأحيان. وبالمثل2» يمكن بسهولة سوق عدد من
المقتطفات التي لا يملك المرء حيالها إلا الابتسام
الساخرء لكن المقتطف التالي يكفي: «طبقاً
لعقيدتها الماركسية ‏ اللينينية, قامت الجبهة
الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين في تشرين
الأول (أكتوبر) ‎١119‏ بتشكيل حزبها الخاص بها
وأسمته منظمة الاشتراكيين اللبنانيين»!
(ص١57).‏ بل أن هناك بعض الالتباس حول
ما هو عنوان الكتاب, فهى يرد في بعض المواضع
على أنه «م.ت.ف. الاستراتيجية والسياسة» وفي
مواضع أخرى على أنه «م.ت.ف.: الاستراتيجية
والتكتيك».
إن هذا الكتاب يشكل مثالا صارخاً على جهود
«أكاديمية» تفتقر إلى الفضائل الأكاديمية الأولية:
وتعبيراً عما يبدو أنه أصبح تقليداً راسخاً في
العلوم الاجتماعية الاسرائيلية: الأكاديمي مجرد
خادم خنوع للحكومة.
لندن: خليل هندي
تاريخ
مارس ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10637 (4 views)