شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 228)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 228)
- المحتوى
-
(معاريف. ١؟/١/1541).
وحقيقة الأمر ان الدافع الأساسي وراء زيارة
شارون كان البحث عن اجوبة لتساؤلات
الاسرائيليين حول مستقبيل العلاقات
المصرية الاسرائيلية بعد نيسان (ابريل)؛ إذ
ظهرت اتهامات اسرائيلية عديدة ل «اخلاص»
مصر لمسار السلام بعد هذا التاريخ. حتى ان
بعض الوزراء طرح في اجتماع الحكومة: يوم
أ أن تجري اسرائيل فحصا حذرا
لآراء النظام الجديد في القاهرة. واكد الوزير
اسحق موداعيء ان المصريين غير متمسكين
بشروط السلام؛ ومما يثبت ذلك انهم يتحدثون
عن «مبادرات جديدة لتحقيق تسوية في الشرق
الأوسط بعد نيسان (ابريل)». وطالب الوزير
زفولون هامر الحكومة بأن تسأل نفسهاء منذ
الآن» وقبل ان يصبح الوقت متأخراء الى اين
تتجه مصر «وما معنى المماطلة التي تتبعها في
مفاوضات الحكم الذاتي» (فآرتس,
4 )2.
وجوابا على كل هذه الأسئلة التي يطرحها
الاسرائيليون برزت وجهتا نظر إزاء مستقبل
العلاقات مع مصر؛ عبر عن الأولى اريئيل شارون؛
حيث قالء بعد زيارته لمصرء أنه يثق «يعدم حدوث
تغيير في موقف مصر تجاه السلام مع اسرائيل»
المصريين يقومون بحركة بناء شاملة في منطقة
قناة السويسء ويبلغ دخلهم من عائدات المرور
بالقناة مليار جنيه ونصف المليار سنويا. ويتساءل»
هل سيخاطر المصريون بكل هذا «التزاما بالقضية
الفالسطينية»؟ كما يشير شارون الى حرص مصر
على توطيد علاقاتها مع الولايات المتحدة الشريكة
في اتفاقيات كامب ديفيد. ومن ناحية اخرى.
لا يتخوف شارون من حصول تقارب مصري مع
العالم العربي» لأن ذلك قد يدفع دولا اخرى
للانضمام لمسار السلام. والمهم بالنسبة لشارون,
ان مصر «الكبيرة والقوية. مصر المحور المركزي
للدول العربية.ء هى الآن خارج دائرة الحرب»
(المصدر نفسه). -
ولا ترى وجهة النظر الثانية2 التي يتبناها
زعماء حزب العمل اي امل باستمرار مسار
السلام. وتحقيق اتفاق على الحكم الذاتى بعد
نيسان (ابريل)؛ حيث ستفقد اسرائيل قدرة
المساومة بعد إخلاء سيناء كلها. وبرأي اسحق
رأبين2» انه ليس مهما الآن ماذا سيحدث يعد
نيسان (ابريل)» بل المهم ماذا سيحدث حتى
نيسان (ابريل)؟ هل ستستفل حكومة اسرائيل
التحريض الأميركي الذي بدأ في اعقاب قانون
الجولان: والتخوف الذي ساد في الولايات المتحدة
من خطوات اسرائيلية غير متوقعة كي تركز على
إجراء مفاوضات مكثفة مع مصر والولايات
المتحدة؟ وهل يمكنء, في إطار هذه المفاوضات,
الوصول الى إنشاء الحكم الذاتي؟ ام ان سياسة
حكومة اسرائيل ستتوجه لتحقيق انجازات
سياسية وامنية حتى يوم الاخلاء؟ ويدعو رابين
حكومة اسرائيل الى ان توظف جهودها وتستغل
«تفوقها» الحالي لتحقيق إنجازات سياسية للمدى
الطويل (يديعوت احرونوت. 11485/1/8).
وتتمثل هذه الانجازات السياسية. كما يحددها
شمعون بيرس زعيم حزب العمل. بالدعوة الى
ميادرة سلام تنطلق من كامب ديفيد. وذلك افضل
من «إخلاء الساحة لمبادرات اخرى سوف تطرح
في منتصف العام الحالي». ومن المصلحة
الاسرائيلية. حسب بيرسء ان «تترجم» اتفاقيات
كامب ديفيد الى وقائع ثابتة في المنطقة. ويدعو
بيرس الحكومة الى استفلال الفترة الباقية حتى
نيسان (ابريل) للبدء بتطبيق الحكم الذاتي على
غزة اولا2ء لأن غزة «متحررة من بعض التعقيدات
القائمة في الضفة الغربية» وتستطيع اسرائيل ان
تضمن في القطاع مصالحها الأمنية بسهولة
نسبية» (هآرتس, .)١185/١/١5 وبرأي بيرس
ان الحكم الذاتي في غزة سيشكل «خطوة اولىء»
لحل المشكلة الفلسطينية.
ويبدو أن الاسرائيليين يريدون ان يجعلوا من
موعد إخلاء سيناء. في 51 نيسان (ايريل) القادم,
هاجسا ومبررا لإثبات من هو «قومي» اكثرء ومن
هو «مخلص» اكثر لدولة اسرائيل. وربما سيثير
هذا الأمر حكومة بيغن اليمينية لاظهار «قوميتهاء»
و«أخلاصهاء» لأرض أسرائيل التاريخية2» ليس
بالكلام فقط وانما بالأعمال الدراماتيكية المفاجئة
ايضا.
© 06لن.
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 124
- تاريخ
- مارس ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22434 (3 views)