شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 57)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 57)
- المحتوى
-
البعض عاد إلى وطنه الأصلي الذي كان قد هاجر منه إلى اسرائيل. (ليس إلى بلدان غرب
أوروبا فقطء بل وإلى المغرب كذلك, استجابة لنداء الملك الحسن). وآخرون استقروا في
فرنسا أ إيطالياء وأحياناً بعد أن يلتحقوا بجامعات هذين البلدين حيث الأجور الدراسية
أدنى .من اسرائيل» وحيث تتوافر مقاعد دراسية أكثر من اسرائيل لدراسة بعض
الاختصاصات الشائعة كالطب. أما المانيا [الغربية] فقد حافظت على الدوام على سبياسة
الباب المفتوح أمام الاسرائيليين» على أمل أن تعيد اجتذاب بعض أبنائها من اليهود الذين
كانوا قد هاجروا إلى سرائيل. لكن المانيا غدت .بدلا من ذلك مقراً لعشزات. الألوف من اليهود
البروليتاريين الشرقيين» الذين يكترثون بماضي المانيا النازي أقل من الأشكنازيين. أما
الاسرائيليون المنحرفون جنسياً؛ فقد استقروا في لندن وسان فرنسديسكو. وإنك لتجد
تجمعات إسرائيلية اليوم في كل مكان من الباراغواي حتى السويد.
ويتبين. من هذا أن النازحين يتباينون كثيراً وبالمقدار نفسه الذي يتباين فيه
الاسرائيليون المقيمون في اسرائيل نفسها. وهذه نقطة تشدد عليها الحكومة الاسرائيلية,
حينما يوجه إليها النقد لعدم قيامها بكامل واجبها في وقف مسيرة النزوح. إن قلق الحرب
والتوتر المستمرء اللذين يميزان مناخ الحياة الاسرائيلية تبعاً لوجود أكثر من مليون عربي
«مهددين للأمن» في داخلهاء هما السبب الرئيسي للنزوح». لكن هذ! السبب يليه مباشرة
السبب المهم الآخر وهو: الفشل الاقتصادي. فمعدل النجاح المادي في اسرائيل يعادل في
ارتفاعه الولايات المتحدة (إذا. استثنينا نسبة الأربعة بالمائة من الاسرائيليين الذين يعيشون
في الكيبوتسات), لكن التراكم الرأسمالي عسير للغاية. وفي الوقت نفسه, فإن السكن خارج
المناطق المحتلة والتعليم. العالي للأولادء واقتناء سيارة للقيام برحلة في عطلة السبت»: هذه
المتطلبات . تكلف غالياً...ولهذا غدا من الأمور المألوفة: في .الحياة الاسرائيلية أن يغادر
الاسرائيليون من العمال المهرة والحرفيين إلى الخارج بعد أن يتجمع لديهم رصيد إجازتين
اسنتين» لقضاء هذه الاجازة الطويلة في وظيفة مافي الخارج تمكنهم من جمع مبلغ من المال.
والواقع أن معظم الاسرائيليين يتمتعون بمستوى من التدريب والكفاءة يعادل المستويات
الغربية. ولذاء ليس عسيراً عليهم توفير فرص عمل في الخارج لمثل هذه الفترات: لكن قليلين
هم الذين يدركون أنهم.ما أن يزتبوا أوضاعهم في البيئات الجديدة حتى يفقدوا الرغبة في
العودة. إلا للزيارة طبعاً. ويحدث مع هؤلاء مايحدث مع معظم. المهاجرين في التاريخ. فهم
يُهِيأ لهم أن الرواتب التي سوف يدفعها لهم البلد الأجنبي عالية جداً بالقياس المجليء لكنهم
يكتشفون بعد حين أن الغلاء في بلدهم الأصلي سرعان مايعؤد ليبتلع بشراهة كل تلك
المداخيل: وكثيرون هم الذين يفكون. أحزمتهم خلاصاً من حياة يضغط عليها الاستنفار
العسكري الدائم» ويقررون «الانتظار ريثما تحل اسرائيل مشكلتها مع العرب».
إن خسارة هذه الأعداد الكبيرة من المواطنين الذين يتُصفون بالمهارة والمبادرة تمثل
حالة «نزيف دموي» كما وصفها السياسيون الاسرائيليونء لكن آثارها. المدمرة لم تظهر إلى
العيان» إن يخفف من عواقبها كثيراً سيل المهاجرين الذي يتدفق على اسرائيل بانتخاام. لحن اكن
النزوح الجماعيء مقترناً بالتقارير النقدية التي تنشرها الصحافة في الخارج عن حقيقة
اسرائيل, هذان العاملان بدآ في الواقع بالتأثير على أعداد المهاجرين المحتملين إلى اسرائيل.
فقد هبط عدد القادمين الجدد إلى اسرائيل؛ في عامي 191756 و1580, بنسبة ./5٠ وفي عام
امن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 125
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)