شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 121)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 121)
- المحتوى
-
«وقد كان الطفل روحا مرهفاء ناعما أصلاء حنوناء كسر قلبه وصدع روحه؛ وصدم حياته
زوج أمة...(0.
يقول: لك حسن البحيري: «لقد نشات يا صاحبي كالعوؤسجة البرية(" ): وفي ذهنه
صور من حياة اليتم والتشرد وملاجىء الأيتام: والأعمال المتواضعة التي فرضتها عليه
حياته القاسية. وربما كان عمله كأجير فران» في فترة من فترات. طفولته, من أَضنمن
الأعمال توفيرا لخبز يومه. وكان أول: عمل رسمي له, وقد بلغ سن الشناب,. عامل
تنظيفات في محطة سكة حديد فلسطين بحيفا. لقد كان حسن في معظم أيام طفولته. يخلط
بين تخطف الرغيف بعرق جبينه. وبين تخطف الحروف الأولى من بعض الكتاتيب
والمدارس الصغيرة بحيفاء ولكم ظل يتدرب على جمع هذه الحروف أو تفكيكها على
اللافتات في مدينة حيفاء وعلى قصاصات الجرائد وعلب التبغ الفارغة التي كان شغوفا
بالتقاطها كي يتدرب: بها وعليها على تفكيك أبجديته الأولى وتوصيلها. هذه الوسيلة التي
أقدرته بالنتيجة, »على معرفة معالم اللغتين الانكليزية* والعبرية إلى جانب اتقانه اللفة العربية.
يقول بعض الخبيرين بمناطق فلسطين الساحلية انك تستطيع ان تحفر في بعض
هذه المناطق بيديك: وعلى مدى اشبار قليلة» لتنفجر أمام ناظريك عيون الماءء ولا غرابة إذا
ما غرزت قدمك أو حافر دابتك ان تنفجر من بعدها عين ماء قراح... إن الماء في هذه الأرض
غزير وغير بعيد الغور... وهكذا كانت مواهب حسن البحيري... غزيرة وقريبة الفور..
مثل .الكثير من ينابيع الساحل في فلسطين فلم تكن تختاج إلى جهد كبير او متعمد أد متم
كي تنفجر. ولكم لفتت مواهب الصبي المشرد. أنظار مدرسيه في مدرسته الأولى(") وأنظار
الممرضات الأجنبيات في مستشفى يافاء فكن يتنازعن بسببه, أيهن تصطحبه الى بلدها..
الفرتسيات او الانكليزيات تمهيدا لتنصيزة(©).
وسواء وضعت أم حسن حملها مع وضع الحرب العلمية الأولى أوزارها عام
54 أم غقب ذلك يسنوات. أي عام 5 ٠ فان في ما نقرؤّه له من قصائد قوية مؤرخة
5 :عام 2 عام الثورة الشعبية في فلسطين: الدلين الواضح على نضج مواهب
الفتى وتفجزها المبكر. كأني به كان في باطنه يضح بينابيغ الموسيقى واللحن والنغم,
كالعصفور يغرد بفطرته: فتفيض حتنجرته بالألخان والأنغام! فهل لو لم يتفتح البحيري
على نعمة الحرف هذا التفتح النسيط كان من الممكن أن يصبح شاعراً» ريما ريما كان ذلك
مرجحاًء ولكن هذ! التفتح البسيط فتح "أمامه عوالم اللغة وآفاق الأدب والشعر فتخلق فية
«الشاعر الفصيح» منذ راح يصيحء وراخت مواهبه تتبلور وتزهر:
وحسن يحفظ جل شعزة: حتى أقدم هذا الشغرء وليس كل الشعراء يشبهونه في
ذلك.. كما أنه يحفظ الكثير من شعر الأقدمين. وذلك إن دل-على شيءء فانما يدل على"
حافظة 'قوية يتمتع بها. وكانت هذه الحافظة: تدعمها مواهبه الفنية وأذنه: الموسيقية
المرهفة» وحسناسيته الحادة, عدّته .في إخضاب نفسه واغناء ثقافته التراثية» مما أُصّل
لغته وأثرى معجمه. واذا لاحظنا الفترة الزمنية المبكرة التي تُقدّر ان مواهبه بدأت تتفتح
#* ترجم كتانب «اوسكازن وايلد», وهو قصص مترجمة عن الانكليزية نشر دار اليقظة الغربية بد مشق» طبع
مطبعة دمث مشق عام 5567 ْ
1١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 125
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)