شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 123)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 123)
- المحتوى
-
حادة. وثاني هذه العوامل والمؤثرات هو زوح الفترة الزمنية وظروفها الثورية التي كانت
تعم البلاد في أعقاب حركة الشيخ عزالدين القسام في الجهاد. وماثلاها من إضراب
وثوؤرة؛ حيث غذت هذه الروح أحاسيس الشباب بزاد من عنفوان الثورة زادء في إحساسه
يتضخمهاء حساسيته وأحواله المعيشية والنفسية. وذلك ما جعله يرى في ثورة شعبه كأنها
حركة الأقذارٍ التي 5 تخضع الزمان لمشيئتهم. يقول في قصيدة قومي: |
ولو كان قومي هجدا لأفقتهم ولكن لهم طرف على المجد ساهر
الناس والأيام تخضع خشعا إذا منهم أومى الى الدهفر آمر
وينبت : في تربة هذا العامل الثاني: عامل ثالث. وأعني به أثر الافتمام بفكرة
الأناشيد الوطنية التي كان لها صداها بين الشعراء العرب في هذه الفترة؛ حيث كانت
تقوم المنافسات في نظمهاء وترصد الجوائز والمكافآت لأحسن الأناشيد. ولذلك ليس غريبا
أن يتأثر البحيريء الشاعر الشاب بأحمد شوقي ومصطفى صادق الرافعي وبسواهما في
مصرء ويابراهيم طوقان في وطنه الأصغرء فلسطينء. وهو صاحب أكثر هذه الأناشيد
سيرورة وانتشارا في الوطن العربي(*)
ويمكننا أن نلمس أثر عامل رابع في هذه القضائد. وهو أثر التراث في الفخر
والحربء حيث نحس في هذه القصائد كلها بروح عمرو بن كلثوم -تنتفض وتدب فيما نِين
السطور. كأن البحيري قد نفض يذه لتوه من قراءة معلقته فظل روحهاء وقوله فيها:
إذا بلغ الفطام لنا صبي تخرلة الجبابر ساجدينا
يقدحان روح شاغرناء ويشعلان في نفسه حرائق المجدء ويؤججان نيران الحمية,
حتى ليحس البحيري أنه يريد أن يبز عمروا وهى يضع رضيع قومه هو في مقايل فطيم
قوم عمرى في القوة والجبروت فيقول في «نشيد بلادي»:
ويوم تعم الخرب والخطب يعتري - يكاد لها طفل الرضاغعة يتبري! 21
ويبسط لنا روح المعلقة, في قولة؛ في قؤمه: ا
فشيخهم في النائبات مجرب وطفلهم شبل نماه الغضافر
وشباتهم يوم الردى 'حمم الوفى2 تلقّى العدا والصدر بالنار شائر:
إذا ما دعا الداعي ليوماً كزيهة 2 بأن حامت الجن فأين الكواسر؟
وكذلك: وهو يقول: 70 ش 1
إذا دعت الأوطان يوما لبغية-- بأرواحنا الظمأئ أجينا نداءها
نذود عن المجد التليد بصارم. 2 'شموس الخنحى منه استغارت ضياءها
ومنا الذي قد روع الدهر بأسنه 2 وعلم أحداث الزمان مضاءها
تسالمنا الأيام خشية بأسنا فتلقي لنا أيدي الليالي ولاءما
ويدني لنا: الدهر المنى وهو صاغر2 وأنفسنا منها تنال اشتهاءها
ويمقدار مايعكس هذا الشعر من فكرة الوطنية؛ فانه, بعواطفه المتأججة, يحمل
الكثير من لقاح الروح الرومانتيكية وغبارها. 1
وربما كان من مظاهر الروح الرومانتيكية, عند البحيريء هذه الرغبة لديه في تسجيل
بعض الظروف والملابسات التي كان ينظم فيها كثيرا من قصائدهء كالزمان» دقيقا أحيانا
بالساعة, ثم بالتاريخ الهجريء ما يوافقه من التاريخ الميلادي في بعض الأحيان وكالمكان
1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 125
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)