شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 130)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 130)
- المحتوى
-
جعله يتجه الى الشعر الخطابي ويستغرق فيه وهو لايزال في اوائل الطريق؛ فاخشوشنت
اوتار حنجرة: العندليب وازتفعت درجة صوته وعلت نبرته. وزاده دفعا في هذا الاتجاه
ما فرضته طبيغة عمله في اذاعة دمشق بعد النكبة: من الاشراف على برامج
لغوية فرضت عليه قراءات خاصة ظلت تشده الى القديم, وتخضعه للتقاليدء وتدفع به عن
مشاهد التجديد إحتى غابت. عنه هذه المشاهد الى. حد نكرانه اياها. ولايعنى ذلك أن
حسن -البحيري فقد طاقاته الفنية» وهي:طاقات خصبة: بدت واعدة وعلى كثير من النضبج
مع بدايات تفتحه الشعريء ولكننا نقول انه في ظروفه التي مر بهاء فقد فرضت: هذه
الظروف ألا تتفتح ازاهير شجرة الفن لديه في تطور وبالتدريج» مع. انداء كل فجر من أيام
الشعر العربي.الحديث. وربما كان ما في نفسيته الخاصة:».من اكباره لبعض شعراء الجيل
الماضي؛ وربما صداقاته مع بعضهم.ء بالاضافة الى ثقافته. التراثية, مع ما تلا عام النكبة
من ظروف قاسية. حوائل: بينه وبين متابعة القراءات الحديثة. الأمر الذي فرض عليه
الرضا بأحصنته القديمة محافظا على عافيتها وقوتها بحق, فظل عازفاً عن محاولة ركوب
اي حصان من احصنة التجديدء او تغيي هذه الغاية» ومن هناء فان أكثر ما نشاهده من
افراس في حقول شعره في الزمن اللاحق. هى أفراس الشعر الكلاسي الحديث التى تنفث
انفاس شعر الاسلاف وتنطق بروحهم, حيث يتجلى ذلك في معجمه الشعريء وفي صياغاته
المتينة. النسج وفي تراكيبه البيانية الناصعة وفي معظم اخيلته وتشبيهاته واستعاراته حتى
ليصل به الأمر حد نظم «الوجوبيات» (وجوب ما لايجب)* على غرار «اللزوميات» (لزوم
ما لايلزم). للمعريء أبي العلاء.
ويمتلك حسن البحيري ثروة كبيرة .من الشعر, كان بعضه منظوما منذ سنة 21584
وكان يعده او يعد بعضه ليكون ديوان «ظلال -الجمال»** الذي لم يكتب له بعدُ ان ينشر,
وتراكمت على مادة هذا الديوان مادة شعرية ضخمة:ء طوال الفترة اللاحقة للنكبة» ويبدو
ان الشاعر كان ينشط كثيرا في النظم في بعض الأحيانء ولكنهء لظروف عديدةء ظل
ملاصقاًخطأه في عدم نشر اي شيء من هذا الشعر؛.قانعا بما يشبه ان يكون انطواءٍ على
“الذات داخل عزلة ضربها حول نقسه. إلا ماكانء في الغالب من نشاطه في مجال عمله
الاذاعي في دمشق ٠ حتى كانت سنة 19177/ فقد تمطى شاعر حيفاء واطل, بعد غيبة
طويلة بسحتنته ,الفلسطينية من خلال ديوانه «حيفا 5 سواد العيون» ومما يذكر,
بخصوص هذا الديوان» انه طبع على نفقة صاحبه الذي يحتفظ في بيته بالاف النسخ منه
بسبب عدم توزيعه؛ وهوء لعزة نفسه. يتحرج من عرضه على من يمكنهم توزيعه وتسويقه.
ويبدى أن الشاعر. في هذه المرحلة من حياته. وفي محاولة للتكفير عن خطئه في
الفلسطينى» في بيته.. فتراه. وله الحقء. متلهفا في السنوات الأخيرة على نشر نتاجه:
* ديوان مخطوط لذى الشاعر سنعمل على دراسته في بحث آخر. .
*#* أنظن الصفحة الأخيرة من ديوانه الثالث «ابتسام الضحى» ؛ 'حيث أشار إلى أن هذا الديوان: «طلان
.الجمال» كان تحت الطبع :آنذاك. : . 3
لحيل - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 125
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 7176 (4 views)