شؤون فلسطينية : عدد 126 (ص 81)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 126 (ص 81)
- المحتوى
-
قوات حلف الأطلسي في سيناء لضمان السيطرة الاستراتيجية مستقبلاً على هذه المنطقة
الحساسة في .قلب العالم العربي وبجوار اسرائيل.
ويكشف هذا الاتفاق _المؤامرة حقائق جديدة على مسرح الشرق الأوسطء. فهو
وان لم يضف جديداً الى جوهر العلاقات الأميركية الاسرائيلية» الا أنه على حد قول أحد
الديبلوماسيين العرب» قد «وضع كل الأوراق على المائدة», فالاتفاق يأتى في ظل ظروف
دولية واقليمية صعبة؛ وهو في التحليل الأخير ضربة قوية للعلاقات العربية الأميركية,
ويضع علامات استفهام كبيرة لا تستطيع النظم المعتدلة الاجابة عليها أمام شعويها
حول جوهر وشكل هذه العلاقات مستقيلاً:
فهو من ناحية يكرس اعتماد اسرائيلء واسرائيل وحدهاء كأداة مواجهة ضد
السوفيات, مما يهدد بعودة نظام الاستقطاب الدولي في المنطقة العربية بشكل حاد وقاس,
ويضر في التحليل الأخير بايجابيات تطور الصراع العربي الاسرائيي حتى اليوم:
ويفجر من جديد الحرب الباردة العربية والتىي هي في الأساس اطار فرعي من الحرب
الباردة بين الدولتين العظميين خاصة والكتلتين المتصارعتين عامة. ا
.ان الدفاع عن الشرق الأوسطء وعن المصالح الأميركية الاحتكارية فيه لايمكن
تحقيقه فحسب عن طريق التعاون أو الارتباط التحالفي مع اسرائيلء والأمر الذي
لايفهمه الأميركيون جيداء كيف يمكن اقناع السعودية أو ١ الكويت أو أية دولة عربية
أخرى بامكان الدفاع عنها ضد الخطر السوفياتي المزعوم انطلاقاً من اسرائيل أو
بمساعدتها ان ذلك كان وسيظل في العالم العربي أمراً مرفوضاً شكلاًٌ ومضموناً.
ومن ناحية ثانية» فان اعادة سياسة المحاور والتكتلات والاستقطاب الدولي التى
يعيدها هذا الاتفاق الاستراتيجي الى منطقة الشرق الأوسط من جديدء هي مرحلة
تخطتها كل من القوتين العظميين وكتلتيهماء بل والعالم أجمعء ومن المزيب أن ينص
الاتفاق على «أن التعاون الاستراتيجي الأميركي الاسرائيليء موجه ضد تهديد السلام
والأمن في المنطقة. ليس من جانب الاتحاد السوفياتيء فحسبء بل من جانب أية قوات
من خارج المنطقة» يسيطر عليها الاتحاد السوفياتي أوله فيها نفوذ. مثل الكوبيين والألمان
الشرقيين الذين يوجدون على زعم الولايات المتحدة وحليفتها «في عدن وأثيوبيا وليبيا أو
أية .دولة أخرى- في. المنطقة». ومثل .هذا الاحتمال يجغل من الظروف التي .يمكن فيها
تطبيق التعاون العسكري الأميركي الاسرائيلي ومدى موافقة شعوب المنطقة عليه أو
رغيتها فيه؛ شيئاً يصعب تحديده: أو تصديقه خصوصاً مع استمرار الدور الذي توّديه
قوات الانتشار السريع في المنطقة.
ومع ادراك هذه الحقيقة الأخيرة ينفتح الباب على مصراعيه لتقسيم الأمة العربية,
وزيادة حدة الاستقطاب: الدولي. في الشرق الأوسط (أو قوس الأزمة الممتد من القرن
الأفريقي عبر الشرق الأوسط كما أطلق عليه بريجنسكي المستشار السابق لشؤون الأمن
القومي الأميركي)/ وقد يقال ان هناك معاهدات صداقة وتعاون قائمة بالفعل بين سوريا
واليمن الشعبية والاتحاد السوفياتي2 ولكن من يستطيع منع هذه الدول أو أية دولة
عربية. أخرى من ممارسة حقوقها في أن تتحول هذه المعاهدات الى اتفاقات مشابهة
للتعاون. الاستراتيجي مع الاتحاد السوفياتي .ودول الكتلة الاشتراكية الأخرى؟ ومن
+ ا - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 126
- تاريخ
- مايو ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39482 (2 views)