شؤون فلسطينية : عدد 126 (ص 126)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 126 (ص 126)
- المحتوى
-
. إن تعدد مؤلفات خليل بيدسء وتنوع موضوعاتهاء يجعلنا نرى فيه محركاً أساسياً
فعالا في ميدان الحركة الثقافية في فلسطين في النصف الأول من القرن العشرين؛ إن ألف
في الرواية والتاريخ وتدريس العربية والصرف والآثار والتربية» ومارس التعليم» وكتب في
الصحافة, وألقى المحاضرات والندوات. ان هذا النشاط الغزير المتنوع. يضع أمامنا
شخصية فذّة: تحتاج إلى الدراسة والتنويه, وإعادة نشر أغمالها التي لم يطلع جيلنا إلا
على القليل منها:
مسارح الأذهان
«مسارح الأذهان». المجموعة القصصية لخليل يبيدس التي وصفها يأنها «مجموعة
أدبية فنية روائية في حقيقة الحياة». صدرت طبعتها الأولى عام 1575: عندما نشرها في
مصر الياس .انطون الياس صاحب المكتبة العصرية. وأصدر الاتحاد العام للكتاب
والصحفيين الفلسطينيين طبعتها الثانية في تموز (يوليو) 2.15/4١ من سلسلة إحياء
9 ن. الثقافي الفلسطيني. وسنتناول هذه المجموعة من ناحيتين: الأولى: آراء خليل بيدس
: الرواية ومكانتها وكتايها؛ وشي الآراء التي وردت. في مقدمته ٠ للملبعة الأولى
ص .)١15 ١ والثانية: دراسة قصص المجموعة ذاتها.
١ سآراء ديدس الذظرية: تيدى الآراء النظري التى أوردها خليل بيدس في مقدمته
لمجموعته القصصية: تنظيرات مهمة متقدمة» اذا نظر اليها في اطار الزمن الذي كتبت فيه
وهى عام 55؟5١ء والظروف الأدبية والاجتماعية السائدة آنذاك. ويظهر منها أن الفن
الروائي أصبح له من التقدير والاحترام» ماحدا بخليل بيدس أن يشيد بفن الرواية,
ويهاجم. المتطفلين عليه الذين أساووا. إليه بالترجمة حيناً والتأليف حيناً آخرء كما يبدو
منها الغيرة الأكيدة لديه على هذا الفن الأدبي الناشىء. وطموحاته في أن يقوم .هذا الفن
بدور مهم في تطوير المجتمع وتقويم أهدافه. ان أهم هذه الآراء والمواقف تبدى في ما يلي:
(1أ) إحساسه المبكر بأهمية الرواية ودورها: يقول خليل بيدس: «لايجهل أحد
هاللروايات من الشأن الخطير والمقام الرفيع بين سائر كتب الأدب عند جميع الأمم؛ ' فهي
أعظم أركان المدنية» وفي مقدمة.المطبوعات انتشاراً وتداولاً, وأشدها رسوخاً في. النفس
والقلب. وأثبتها أثراً في الأخلاق والعادات: وأعظمها عامل في. الهدم والبناء. لأن فيها
تمثيلاً لظاهر الحياة وصورها من خير وشرء :وفضيلة ورذيلة» وعدل وجورء وصدق
وكذب... وفيها وصف أحوال الأمم, وعبر الزمان» وحوادث الحب والفرام: والحرب
والسلام»(05). ان هذه النظرات في طبيعة فن الزواية» تعتبر متقدمة وجريئة وفي. غاية
الأهمية, إذا أخذنا. في الاعتبار أنه يجهر بها في فلسطين عام 4؟15١.
(ب) لمن يكتب الروائي؟ يقول خليل. بيدس: «...الروائي يكتب للعامة, وهم السواد
الأعظم من كل أمةء يكتب للنفوس الحائرة» والقلوب المتألمة. يكتب للنفوس الجائعة
والقلوب الظمأى. والعامة يميلون إلى الرواية لأنها كتابهم ورفيقهم وعشيرتهم, وهي أجمل
مايتلهون به في ساعات فراغهم: وأفضل مايرتاحون لمناجاته في خلوتهم. وأنجع مايتوسل
به لإصلاح عاداتهم وتثقيف أخلاقهم»: وأعذب مورد يستمدون منه البصائس»(5). ويتضح
أن هذا الرأيء على أهميته. لايزال يرى أن من. مهمات الرواية التسلية والترفيه؛ فهي
١6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 126
- تاريخ
- مايو ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)